حكاية «صعيدى» فى القاهرة: 13 سنة بيجهز شقته.. ولسه مكمل
علاء من الصعيد للقاهرة
بعباءة صعيدية ووشاح من الصوف، استقل القطار منذ 13 عاماً من أسيوط إلى القاهرة، يرسم فى ذهنه عشرات الصور للحياة الوردية التى على وشك أن يبدأها لحظة نزوله من القطار، لكن علاء محمد، الذى ترك الصعيد فى سن العشرين، لم يتغير حاله بعد كل هذه السنين، ولم يتحقق حلمه بعد فى الانتهاء من بناء وتجهيز شقته الصغيرة فى بلدته التى ينتظر اليوم الذى يعود فيه إلى هناك.
«علاء» يحلم بالزواج منذ أن ترك الصعيد
لم يكمل «علاء» مرحلة الإعدادية، ومرت فترة صباه فى اللهو واللعب، لكنه حين اشتد عوده نصحه والده بضرورة العمل، لكن المكسب الذى كان يحصل عليه لم يكن كافياً، فأخذ طريقه إلى القاهرة ليُحقق حلمه: «ماكانش ليا أى خبرة إلا فى بيع الفاكهة والحاجات الموسمية»، قالها علاء وهو يضع أكوام التين الشوكى على عربة صغيرة يجرها باليد، معدّداً الفواكه التى باعها طوال الـ13 عاماً الماضية: «بدأت بحرنكش، بعده درة مشوى، وشوية أبيع دوم وحلويات، وبعد كده اشتغلت فى التفاح والموز، لكن ماقدرتش أكمل، فرجعت لعربية الموسم تانى.. على قد ما هى صغيرة، بس بتشيل معايا وبابيع».
لكن رغم محاولات «علاء»، فإن مبيعاته ضعيفة والأرباح تذهب فى الطعام والشراب وإيجار الغرفة التى يقيم بها: «الحياة فى القاهرة صعبة، علشان أجيب شوية أكل يكفونى يومى هادفع 50 جنيه على أقل تقدير، وإيجارى 200 جنيه فى أوضة صغيرة بعزبة علام، فاللى جاى على قد اللى رايح»، يضع الشاب الثلاثينى كل ما يستطيع أن يدّخره فى تجهيز شقته بأسيوط، إلا أن ارتفاع أسعار السلع ومواد البناء والتشطيب لم يسعفه فى الانتهاء من حلمه: «الشقة واخدة اللى جاى واللى رايح، 13 سنة ولسه ماشطبتهاش، وكنت باقول سنتين فى القاهرة وأخلص وأتجوز».