ديزنى بارك «المرسى أبوالعباس»: «من حق الفقير يتدلع»
السعادة على الوجوه فى ملاهى المرسى أبوالعباس
كانت الفرحة واضحة على وجوه الأطفال، وضحكاتهم العالية تزين وجوههم، وتزيدهم بهجة وطاقة وسعادة، وهم يلعبون ويدورون بكل براءة و«شقاوة» داخل ملاهى أبوالعباس ببحرى فى الإسكندرية، والملقبة بـ«ديزنى بارك» الفقراء غير القادرين على التنزه فى ملاهى المولات التجارية.
«عادل»: «مهما الأسعار تزيد لازم نجيب العيال ونيجى نتفسح».. «سعاد»: «هتفضل ملاهى أبوالعباس هى فرحة السكندريين».. و«عطية»: «رزقنا وأكل عيشنا»
ملاهى الغلابة موجودة إلى جوار مسجد المرسى أبوالعباس، أحد أولياء الله الصالحين، من أقدم المناطق التاريخية والأثرية بالإسكندرية، وتعتبر أول مدينة ملاهٍ شعبية عرفها السكندريون قديماً، وكانت متنزهاً لكثير من الأسر. لكن لا يعى الكثير من الأطفال أن هذه المراجيح القديمة منذ عشرات السنين ظهر الحديث منها، فكل همهم هو الشعور بالفرحة والاستمتاع واللعب طوال اليوم وكأنهم لا يتعبون، فتخرج ضحكاتهم بكل تلقائية وببراءة. فى تلك الأيام تشهد ملاهى الفقراء زحاماً شديداً، يكثر الأطفال الصغار الذين اعتادوا الذهاب فى إجازة الصيف، بالإضافة إلى الشباب والسيدات والبنات للاستمتاع والتنزه: «دى ملاهى الغلابة، ومهما الزمن يتغير والدنيا تولع والأسعار تزيد لازم نجيب العيال ونيجى نتفسح ونركب المرجيحة المركب، ونضرب النار بالبندقية اللعبة، والعيال تكسب اللعبة وتتنطط وتركب المروحة والبطة وتتفسح، والفسحة كلها ما تتكلفش 10 جنيه»، هكذا قال عادل سليمان، أحد أهالى منطقة الأنفوشى، الذى يحرص على التنزه داخل الملاهى مع أسرته المكونة من 4 أفراد، خاصة فى الإجازات. أما سعاد حلمى، ربة منزل، ومن أهالى منطقة العطارين، فتحرص على زيارة الملاهى كل أسبوعين مع أولادها، وهى عادة لم تقطعها منذ فترة طويلة: «الولاد بيضحكوا ويلعبوا فى الملاهى ويتبسطوا، وتحس كده بجو أولياء الله الصالحين فى المكان، هتفضل ملاهى أبوالعباس هى فرحة السكندريين اللى بجد، بتاعت زمان وأيام زمان والماضى الجميل». فيما قال عطية موسى، صاحب إحدى المراجيح: «إحنا جيران أولياء الله الصالحين، وبناخد البركة منهم، ومن حق كل الغلابة تتفسح»، وأكد «عطية» أن أسعار ركوب المرجيحة تتراوح ما بين جنيه واحد و2 جنيه: «الناس كلها تتبسط وتتفسح والرزق كتير وكل أصحاب المراجيح بيطلعوا مرضيين، ويعتبر رزق وأكل عيش لكتير من الشباب الصغير والناس الكبيرة كمان». ويحكى «عطية» أن ملاهى المرسى أبوالعباس لها طابع خاص ليس كملاهى المولات التجارية، ولكنها ملاهٍ قديمة وعريقة، وللكثير ذكريات لا تنسى فيها: «طول عمرها بتاعت الفقرا والطبقة الوسطى، وبرضو فيها بعض المراجيح الجديدة مش كلها قديمة».