"أم السعد" تأوي" توحة" من الشارع.. "ميحسش بوجعك إلا اللي جربه"
توحة وأم السعد
سمحت لها أن تشاركها حجرتها الصغيرة لترحمها من النوم في الشارع، وعلى الرغم من أنها لا تمتلك من حطام الدنيا سوى سرير واحد يشاركها فيه ابنها، وثلاجة قديمة، لكن إنسانيتها جعلتها تقتسم "اللقمة" وتأويها في حجرتها.
قررت "أم السعد" حسن المتولى أبوالغيط، 65 سنة، أن تقتسم الشقاء مع فتحيه محمد أحمد وشهرتها "توحة"، 80 سنة، وأن تأخذها من الشارع لتعيش معها وتقتسمان المعاش الذي تأخذه من الحكومة والمتمثل في 323 جنيها، وأخذتها إلى حجرتها الوحيدة التي تعيش بها لتحميها من الجو في الشتاء وحرارته في الصيف.
تروي "توحة" حكايتها فتقول إنها ولفترة طويلة كانت تنام في الشارع بعد أن أصبحت غير قادرة على العمل في البيوت أو الأراضي الزراعية بعد أن كسرت يدها بالإضافة إلى سنها الكبير فاستسلمت للأمر الواقع وعاشت ونامت في الشارع، فليس لها بيت تعيش فيه.
وأضافت مرت الأيام وأنا في الشارع ووجدت "أم السعد" تعرض عليا أن أنام عندها فوافقت، هي تنام على السرير وأنا على الأرض، وتتولى هي أعمال البيت لأني لا أقدر على عمل شيء، وهي لم تطلب مني فعل أي شيء وإنما تقوم بكل أموري بنفس راضية.
وأكدت أنها لا تحمل بطاقة شخصية لذلك فهي لا تصرف أي معاش من الحكومة، وإنما يساعدها بعض الأهالي الذين يعرفون حكايتها وهي تتمتم دائما "الحمد لله على كل حال" ويعلوا وجهها ابتسامة الرضا.
أما "أم السعد" فأكدت أن الرزاق هو الله، وهي ست كبيرة في السن ولا يوجد أحد يرعاها وتشعر بها فالمرض في أجسادنا، وأهو أنا عمل خير في حياتي، ويصعب عليا نومها علي الأرض ولكن ما باليد حيلة، وهي ست راضية بحالها ولا تشكو أبدا من شيء، ولم أرى في وجهها إلا ابتسامة الرضا فقررت أن نعيش معا.
وأضافت حاولنا أن نستخرج لها أوراق معاش ولكنها ساقطة قيد، وتحتاج إلى إجراءات طويلة، فاكتفينا بما يرزقنا الله به وعايشين.
وأكد محمد عبدالغني شادي، أحد شباب المدينة أننا من اليوم سنسعي لعمل أوراق رسمية للست "توحة" ومحاولة الحصول على معاش لها، وطالب المسؤولين بتكريمهما لأنهما ضربا المثل في الإنسانية والرحمة.