«دسوق».. مشاجرات بين المرضى أمام العيادات ودماء على أرضيات الغرف
زحام ومشاجرات بين المرضى فى «دسوق»
تأخر الأطباء عن مواعيد العيادة الخارجية كان سبباً فى وجود حالة من الزحام والمشاجرات بين المرضى، الذين توافدوا فى الثامنة صباحاً حيث المواعيد الرسمية لبدء عمل العيادات الخارجية وفقاً للتعليمات الموجودة خلف تذكرة الكشف الطبية، ورغم الحضور الباكر للمرضى فإن 80% من أطباء مستشفى دسوق العام جاءوا فى مواعيد تتراوح بين الـ١٠ والـ١١، وهو ما أدى إلى اندلاع حالة غضب بين المرضى، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، وضيق الممرات بين العيادات، وعدم وجود وسائل تهوية أو مراوح كهربائية، إضافة إلى أن عدد الوافدين لا يتناسب مع مقاعد الانتظار أمام العيادات، ما دفع المرضى لافتراش الأرض والانتظار فى ساحة المستشفى الخارجية.
أغلب المشاجرات كانت أمام عيادة الباطنة، حيث اعترض غالبية المرضى على قيام الممرضة بإدخال مرضى تابعين لها متخطين ترتيب الدخول بأولوية الحضور، وهو ما أدى إلى نشوب مشاجرات وتدخل الأمن لتهدئة المرضى، تقول سناء إبراهيم عبده، فتاة عشرينية: «جئت أنا وزوجى من قرية جماجمون قاطعين مسافة 25 كيلو عشان نلحق العيادة، وجينا بدرى ومن ساعتها وإحنا واقفين على رجلينا منتظرين الدكتور، وفى الآخر الناس تدخل بالواسطة أنا لو كان معايا فلوس مكنتش جيت المستشفى لكن أنا ظروفى صعبة جوزى بيشتغل يوم بيومه ومعانا 3 ولاد». على بعد خطوات قليلة من «سناء»، وأمام عيادة الرمد، جلس رجل خمسينى، نحيل الجسد، حافى القدمين، يضع رأسه بين كفيه، فى انتظار دكتور الرمد، الذى قال عنه: «دكتور الرمد اتأخر بييجى الساعة 10 ويمشى الساعة 12، الواحد بييجى المستشفى العام لأنه مش قادر على كشف الدكاترة برة، ولما رحت كشفت برة قالى العصب تعبان ومحتاج عملية فجيت يمكن يدونى علاج أو أعمل عملية بسعر قليل».
شكاوى الأهالى من سوء المعاملة جعلنا نقوم بحجز تذكرة لعيادة العظام، وبالفعل بعد الدخول إلى العيادة كان عدد المرضى بالداخل أضعاف عدد الأطباء الذين وصل عددهم إلى طبيبين، سألنى الطبيب عن مشكلتى فأخبرته بوجود ألم فى عظام اليد اليمنى، وشخّص الحالة بأنها إرهاق فى عضلة اليد، ثم كتب لى مسكناً لصرفه من صيدلية المستشفى، بالتوجه إلى الصيدلية لصرف المسكن أخبرتنى مسئولة الصيدلية بعدم وجود مسكنات، وأن الطبيب يعلم جيداً عدم وجود مسكنات، رجعنا للطبيب مرة أخرى، الذى أخبرنا بأن الصيدلية لم تخبرهم بعدم وجود مسكنات وأن المسكنات من ضمن قائمة الأدوية المتوفرة قائلاً: «هما هناك مش فاهمين حاجة أصلاً وهما بيستعبطوا روحوا اتخانقوا معاهم»، وأثناء خروجنا للتوجه إلى الصيدلية أخبرتنا الممرضة التى تعمل فى عيادة العظام بأنه من الأفضل أن يكتب لكم الطبيب دواء من الخارج، فدواء المستشفى ليس له مفعول، مرددة: «مفيش علاج، خلصان من شهرين، وكمان العلاج مش بيخفف كله مضروب وبيتصرف لكل المرضى، اشترى من برة أفضل»، تركنا العيادات الخارجية وتوجهنا إلى قسم الاستقبال لنجده لا تختلف كثيراً عن حال المستشفى حيث غرفة الاستقبال غير نظيفة والدماء متناثرة على الأرض ولا يوجد بها أطباء.