التونسيون يتظاهرون ضد «الإرهاب».. و«النهضة» تقترح «حكومة وفاق»
استمرت عملية استهداف قوات الأمن التونسية، صباح أمس، حيث زرع مجهولون قنبلة يدوية الصنع بجوار إحدى الأشجار بولاية «بن عروس» التونسية، وفجروها أثناء مرور دورية تابعة للحرس الوطنى بالمنطقة، إلا أن التفجير لم يسفر عن وقوع أى إصابات. وقالت إذاعة «موزاييك» التونسية، إن معارضين نظموا تظاهرات بالقرب من المجلس التأسيسى فى «باردو» ضد الإرهاب، مطالبين بحل المجلس التأسيسى ورحيل الحكومة التى تقودها حركة «النهضة»، التابعة للتنظيم الدولى للإخوان فى تونس، فى الوقت الذى نظم فيه أنصار «النهضة» تظاهرات مؤيدة لها بالقرب من المجلس التأسيسى أيضاً.[FirstQuote]
وشهدت ولاية «سوسة» عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد استخدام الغازات المسيلة للدموع بكثافة لتفريقهم، فيما انتفضت ولاية «الكاف» ضد «النهضة» للتنديد بالأحداث التى تعرض لها جنود الجيش التونسى فى ولاية «القصرين»، ومقتل الجنود الـ9، مطالبة بحل المجلس التأسيسى والحكومة. من جانبها، أعلنت جماهير نادى «الصفاقسى» عن انضمامها إلى المتظاهرين، لتنضم بذلك إلى مشجعى أندية «الترجى» و«النجم الساحلى» و«الأفريقى».
ودعا الاتحاد التونسى للشغل، أمس الأول، إلى تنظيم مظاهرات حاشدة للتنديد بحادث مقتل الجنود، والتأكيد على رفض العنف والإرهاب والتضامن مع الضحايا. واستمرت المسيرات المعارضة لـ«النهضة» فى ولاية «سيدى بوزيد»، ومنع المتظاهرون دخول الوالى إلى مكتبه ورفضوا خضوع الولاية لإدارة حكومة «النهضة». وقالت مصادر جزائرية لـ«موزاييك»، إن السلطات الجزائرية تدرس إمكانية غلق الحدود البرية مع تونس مؤقتا، بعد تدهور الأوضاع الأمنية بمنطقة «الشعانبى» الحدودية.
وقال محمد الأزهر العكرمى، القيادى بحركة «نداء تونس»، لـ«الوطن»: إن «تونس تحولت إلى ميدان تحرير، فرع الإخوان فى تونس لم يعد له القرار، الشعب التونسى هو من يقرر مصيره، الشعب انتفض ضد الإخوان». وأضاف: «نرفض مقترح الحركة ونتمسك بمطالبنا، لا أحد يملك التفاوض عليها، لا بد من محاسبة قادة ميليشيات النهضة على جرائمهم فى حق الشعب، مدن تونس كلها تعج بالمتظاهرين الذين يقررون مصيرهم، ولا تراجع حتى إسقاط (النهضة)».
ورغم تأكيد «النهضة» استعدادها لتوسيع القاعدة السياسية للحكم فى تونس من خلال تشكيل حكومة ائتلاف وطنى، فإنها أكدت رفضها «استغلال الجريمة للانقلاب على الشرعية»، داعية إلى تشكيل الحكومة الوطنية ورفض حل المجلس التأسيسى.