«محمد» بيبيع «عصافير» عشان ياكل «عيش»
عصافير مقلية
أمام فرشته البسيطة بمنطقة السيدة زينب، وبجانب موقد صغير و«طاسة» معدة لتحمير العصافير، يقف محمد السيد، البالغ من العمر 28 عاماً، معلناً عن بضاعته «العصفور بجنيه ونصف»، أكلة شهية وبسيطة يتهافت عليها المارة، خصوصاً من جربوها مسبقاً.
يقلب «محمد» فى العصافير المعدّة للبيع يميناً ويساراً بكبشته الكبيرة ويجذبها واحدة تلو الأخرى فى قراطيس ورقية، وهو يحكى الظروف التى جعلته يقف فى الشارع: «أنا خريج جامعى، دورت على شغل كتير مالقتش، فوصلت لمرحلة إنى عايز أعمل أى حاجة آكل منها عيش»، مضيفاً أنه يعمل فرد أمن فى إحدى الشركات الخاصة صباحاً، وبعد الظهر يقف على فرشة لبيع العصافير: «بنتحايل على الرزق». جاءت الفكرة لـ«محمد» منذ عام من خلال صديق له كان يذهب معه لصيد العصافير، عبر شبكة ضيقة تناسب حجم العصافير الصغيرة. يجمعان نحو 70 عصفورة يومياً فى الصيدة الواحدة، على حد تعبيره، ثم يعدانها للطعام معاً ويأكلانها، ليقرر بعد ذلك أن تكون مهنته بعد الظهيرة: «باصطاد العصافير، وبعد كده بادبحها وأنظفها كويس وأسلقها وأحمرها فى زيت وسمن وأبيع العصفور بجنيه ونصف»، موضحاً: «فى بداية الأمر كانت الناس مستغربة، لكن بمرور الوقت بقى عندى زباين وفنانين يأتون فرشتى لتناول العصافير وأشهرهم عدوية»، مشيراً إلى أن العصافير لها فوائد كثيرة فهى تمد العظام بالكالسيوم وتساعد على تنشيط الذاكرة، مضيفاً بأن أكلة العصافير مشهورة فى أفخم الفنادق.