تقرير سري يكشف تغاضي مسؤولين أفغان عن الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال
صورة أرشيفية
قدمت هيئة رقابية حكومية أمريكية تقريرا سريا للكونجرس بشأن اتهامات تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال من عناصر قوات الأمن الأفغانية، وكيف تعاملت السلطات الأمريكية المعنية إزاء هذه الحالات.
وأشار مكتب المدقق العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان المعروف باسم "سيجار"، والذي أرسل النتائج السرية التي كشفها تحقيقه إلى المشرعين الأمريكيين، إلى أن المسؤولين الأفغان فشلوا في منع الاستغلال الجنسي.
ويركز الملف على العادة المتأصلة المعروفة في أفغانستان باسم "باشا بازي" أو "لعب الغلمان"، وإذا كانت الولايات المتحدة تتغاضى عنها.
وأفادت "سيجار"، في منشور فصلي يكشف عن الخطوط العريضة للتقرير المقدم إلى الكونجرس، بأن "المسؤولين الافغان لا يزالون متواطئين، خاصة فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي وتجنيد الأطفال من قبل قوات الأمن الأفغانية".
وأشارت إلى أن الحكومة الأفغانية فشلت في التعرف على الضحايا ومساعدتهم، وفي بعض الحالات، اعتقلت سلطات البلاد ولاحقت الضحايا كما لو أنهم ارتكبوا جرما.
وأفادت "سيجار" بأن "جهود حماية الضحايا لا تزال غير كافية حيث أن جميع ملاجئ ضحايا المتاجرة بالاطفال، باستثناء واحد فقط، بقيت مقفلة خلال فترة إعداد التقرير".
ولم تستجب وزارة الدفاع الأمريكية ولا الحكومة الأفغانية لطلبات التعليق على المسألة.
وتحظر قواعد أمريكية تعرف باسم "قوانين ليهي" على وزارتي الدفاع والخارجية تقديم المساعدة لأي وحدة في قوات الأمن التابعة لبلد أجنبي في حال وجود معلومات موثقة بأنها ارتكبت انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان.
وتقدم قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة التدريب والمعدات وغيرها من أشكال المساعدة لقوات الأمن الافغانية.
ولا توضع ممارسة "باشا بازي" في إطار المثلية في أفغانستان، حيث الفصل بين الجنسين شائع، بل على العكس، يرمز امتلاك صبية صغار مزينين كنساء إلى السلطة والتسيُّد.
ودعا الرئيس أشرف غني للمرة الأولى هذه السنة إلى فرض عقوبات صارمة على ممارسي "باشا بازي"، عبر إدخال تعديل على قانون العقوبات، لكن الحكومة لم تحدد موعدا لتطبيقه.
وأقر التعديل بعدما كشفت وكالة "فرانس برس"، العام الماضي، كيفية استغلال حركة طالبان لـ"باشا بازي" للتغلغل في صفوف قوات الأمن الأفغانية.
وفصل تقرير "فرانس برس" الطريقة التي يستخدم مقاتلو طالبان الأطفال من خلالها، بشن هجمات من الداخل أسفرت عن مقتل مئات عناصر الشرطة في جنوب أفغانستان على مدى العامين الماضيين.