طلاب: نتعلم تخصصات نادرة.. والتدريب يؤهلنا للتعامل مع المعاقين بعد التخرج
طلاب الكلية أثناء التدريب
تعددت الأسباب التى دفعت طلاب الكلية للالتحاق بها، فمنهم من تأثر بإعاقة أحد أقاربه، وتحمس للدراسة بكلية «التربية الخاصة» ليكون عوناً لهذه الفئة، من خلال عمله بعد التخرج، ومنهم من اعتبر ذلك المجال تخصصاً نادراً يضمن مستقبلاً مهنياً معتبراً، وآخرون أكدوا أنهم التحقوا بالكلية لخدمة المجتمع ورد الجميل للوطن، واتفق معظم الطلاب الذين حاورتهم «الوطن» وسألتهم عن دوافع التحاقهم للدراسة بالكلية على أن أبرز ما يميز الدراسة فى الكلية هو جرعة التدريب العملى، التى تؤهل الطلاب ليكونوا متخصصين كُل فى مجاله بعد التخرج فى كافة مناحى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة.
وقالت هدى خالد، الطالبة بالفرقة الثالثة قسم «صعوبات التعلم»، إنها اختارت كلية التربية، بعدما عادت من الكويت إلى مصر، للبحث عن كلية أو معهد يهتم بإخراج معلمين وكوادر متخصصة فى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، نظراً لما تعانيه أسرتها من مشاكل فى التعامل مع أخ لها، لديه بعض الصعوبات لإصابته بمرض «التوحد»، وأضافت «هدى» أن اختيارها كلية التربية الخاصة دون باقى الكليات جاء عن يقين كامل بعد حوارها مع عدد من الملتحقين بها، مشيرة إلى أن الكلية تم تأسيسها على أحدث الأساليب العالمية.
«هدى»: اختيارى للدراسة بالكلية عن يقين بعد حوار مع ملتحقين بها.. و«منى»: هدفى خدمة المجتمع
وقالت منى حافظ، الطالبة بقسم «الإعاقة العقلية»، إن معظم الطلاب المنتسبين للكلية سنوياً يقومون بعمل مشاركة مجتمعية داخل الجامعة وخارجها، لما لمسوه من خلال اختلاطهم بهذه الفئة أثناء الدراسة، منوهة إلى أن هذا أدى إلى أن هناك العديد من الأسر تنتظر كل عام «الحدث» الذى تنظمه فرق الكلية المختلفة للاطلاع عليه ومعرفة الجديد والمتميز لدى الكلية، إضافة إلى عمل مشاركات مجتمعية ميدانية دائماً للتوعية الدائمة للمواطنين بسبل التعامل الصحيح مع ذوى الاحتياجات الخاصة وتقدير ما يحملونه من مواهب وقدرات، وأشارت «منى» إلى أن سبب التحاقها واختيارها كلية التربية الخاصة، هو حرصها الدائم منذ صغرها على اختيار مجال تعليمى تستطيع من خلاله إفادة المجتمع، وتابعت القول إن «كل إنسان يحمل للوطن جميلاً وعرفاناً لا ينسى، ويجب عليه أن يختار المجال الذى يستطيع من خلاله إفادة المجتمع به»، وأكدت أن كل من التحق بالكلية لديه قناعة شخصية بداخله وليس مجبراً عليها، مضيفة أن سبب التحاق أى طالب بالكلية يندرج تحت بند حبه لمجتمعه والرغبة فى إفادته فى أى موقع وتحت أى ظرف، أو أن يرغب فى إيجاد فرص عمل له بعد التخرج تضمن له مستقبلاً جيداً، مشيرة إلى أن الأعداد بالكلية فى ازدياد سنوياً.
وقالت مى تهامى، الطالبة بقسم «إعاقة» الفرقة الثالثة، إن سبب التحاقها بكلية التربية الخاصة أو أى كلية تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة، هو إصابة شقيقها بشلل دماغى، موضحة أن أسرتها تتألم لهذه الإصابة التى ولد بها، إضافة إلى الصعوبة فى إيجاد متخصص له ولغيره يعينه على معايشة الواقع اليومى للحياة، وطالبت «تهامى» الدولة بالاهتمام أكثر بذوى الاحتياجات الخاصة ومعلميهم، إضافة إلى ضخ المزيد من الإنفاق تجاه المؤسسات التعليمية التى تشبه كلية التربية الخاصة بجامعة «مصر للعلوم»، مؤكدة أن التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة فى بادئ الأمر معقد جداً، لكن مع التعامل المتكرر وإعطاء الطالب الأمان والاهتمام، تتلاشى المشاكل، وأشارت إلى أن هناك جهلاً كبيراً فى المجتمع بالتعامل والتكيف مع ذوى الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أنهم ذوو «قدرات خاصة وليس ذوى احتياجات» لما يمتلكونه من إمكانيات ومواهب ومهارات.
وقالت الطالبة سلمى ناصر، الطالبة بالفرقة الثالثة بقسم «صعوبات التعلم»، إنها عندما جاءت إلى الجامعة للتقدم لإحدى الكليات، فوجئت بارتفاع مجاميع التنسيق، خاصة فى الكليات التى ترغب فى الالتحاق بها، ما أدى إلى التحاقها بكلية التربية الخاصة، نظراً لتدنى مجموعها آنذاك، واقتناعها بفكرة التدريس للطلاب من هذه الفئة، بعدما استمعت جيداً لنصائح والديها، مشيرة إلى أن مستقبلها المهنى والوظيفى مضمون عن باقى الكليات، موضحة أنها من ضمن الكليات الوحيدة التى تتخصص فى مجال نادر مجتمعياً، وأشارت «سلمى» إلى هناك العديد من الأسر تعانى ندرة وجود بعض المعلمين الإخصائيين فى التعامل مع ذويهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، مضيفة أن لها أحد أقاربها يعانى من إعاقة عقلية، وأنها كانت تشاهد يومياً تعب أسرته ومعاناتها فى التعامل معه أو إيجاد من يساعده على قضاء يومه، وأضافت الطالبة أن من المشاكل الصعبة التى قد تواجه أى أسرة لديها أطفال فى بداية مراحل الدراسة، هى انخفاض مستوى ذكاء الأطفال، وعادة ما يذهب الظن إلى أن هناك تقصيراً من ناحية الوالدين أو المدرسة أو الطالب نفسه، لكن أحياناً ما تكون المشكلة أعمق من ذلك، ويكون السبب أن الطفل لديه إحدى مشكلات صعوبات التعلم.