«منسى» يعيد الروح للسجاد العجمى: سعره الغالى هيخليه ينقرض زى الطربوش الأحمر
«منسى» داخل دكانه فى منطقة كامب شيزار
يقضى ساعات طويلة فى ورشته المتهالكة، التى يرجع عمرها إلى ستينات القرن الماضى، يشرد بخياله وهو ممسك بين أطراف أصابعه إبرة رفيعة يلتقط بها خيوط سجادته الرقيقة، ويلضمها لتروى بين نسيجها المتجانس خبرته الطويلة بالمجال، الحاج عادل منسى، 65 سنة، صاحب أقدم ورشة رف للسجاد العجمى اليدوى بمنطقة كامب شيزار وسط الإسكندرية.
مهنة ورثها الستينى أباً عن جد، وظل محتفظاً بكل خباياها، حيث تزين جدران ورشته لوحة مزخرفة مرسومة من خيوط السجاد ترجع عمرها إلى 300 سنة ورثها عن جده الكبير الذى وضع لهم حجر الأساس فى هذا المجال: «زمان كان الواحد مش بيعرف يرفع راسه من كثرة الشغل والسجاد كان كثير والمحل بيكون على آخره، أما دلوقتى قليل جداً لما تيجى سجادة عجمى علشان تتصلح».
وعلى الرغم من ظهور أشكال كثيرة ومتنوعة من سجاد المكينات فإن «منسى» ما زال يعمل فى رف السجاد العجمى على يده، خاصة لاحتفاظ الكثير من المواطنين بهذا السجاد وتقدير قيمته: «بقالى 56 سنة بشتغل فى مهنة رف السجاد العجمى، الشغلانة دى صعبة بتحتاج إلى تركيز وخبرة وفن فى طريقة الرسم بالإبرة وتصليحها».
وبحسب «منسى»، فإن ندرة السجاد العجمى بالفترة الأخيرة، كانت السبب وراء توقف العمل لسنوات طويلة: «ارتفاع الأسعار هو السبب فى اختفاء النوع ده من السجاد، لأن الشغل كل ما كان يدوى كل ما سعره بيزيد». ويرى «منسى» أن الكثير من الحرفيين فى المجال أغلقوا «الدكاكين» الخاصة بهم واستبدلوا بهذا النشاط آخر: «أنا متوقع إن الصناعة دى هتختفى وهتبقى زى صناعة الطرابيش كده ملهاش وجود».