في أقل من يومين.. كابوس الإهمال الطبي ينهي حياة سيدة وطفل
يتنوع الإهمال من مؤسسة لأخرى، ولكن أكثره خطرا، ذلك الذي ينهي حياة أبرياء، واليوم تخرج من رحم ذلك الإهمال مأساة جديدة، حيث قتل الإهمال الطبي سيدة وطفلا في أقل من يومين.
في تمام الحادية عشرة والنصف مساء الأربعاء، ذهبت راقصة استعراضية برفقة زوجها إلى مستشفى حدائق الأهرام لإجراء عملية جراحية، وعقب مرور ساعة ونصف على العملية لفظت سلمى طارق الشهيرة بـ"غزل"، أنفاسها الأخيرة إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية إثر جرعة تخدير زائدة وفقاً للفحص الطبي.
فور علمه بالخبر، اتصل زوج الراقصة بوالدها وأخبره بضرورة الحضور، وهرع الأخير إلى مقر المستشفى بالبوابة الثالثة، وعقب تأكده من الخبر، توعد مسؤولي المستشفى بملاحقتهم قضائيا، ثم انطلق والد "غزل" إلى قسم شرطة الهرم، وحرر محضرا ضد مدير المستشفى والطبيبة المعالجة وطاقم التمريض، واتهمهم بالإهمال الطبي، والتسبب في وفاة ابنته.
وبعد انتهاء نيابة الهرم برئاسة المستشار أحمد عطية رئيس النيابة من معاينة المستشفى، تبين من خلال المعاينة وجود مخالفات جسيمة بالمستشفى، وعليه صدر قرار النيابة بإغلاقه موقتا، لحين انتهاء التحقيقات في القضية.
جريمة أخرى أكثر بشاعة، حدثت في مستشفى 6 أكتوبر العام، أم ترزق بمولودها الأول بعد انتظار دام فترة وجيزة، وبعد فترة من الولادة، أصيب الطفل بالتهابات حادة في "السرة"، وبعد الذهاب إلى الطبيب، أمر بحجز الطفل داخل حضانة رعاية أطفال، وبالفعل تم تحويل الطفل إلى مستشفى 6 أكتوبر العام، ولكن الفحوصات والتحاليل أثبتت أن الطفل يعاني من ميكروب بالدم وصلت نسبته إلى 176.
وبعد يومين من احتجاز ياسين، أكد الأطباء لعائلته أن الطفل بصحة جيدة وحالته سوف تتحسن يوما بعد الآخر، ولكن كانت جرائم الأطباء تزداد يوما تلو الآخر عندما رأتهم الأم يعطونه "ببرونة" فارغة، لمحاولة إسكاته، نظراً لأنهم لا يتحملون صراخه.
بعد ذلك طلبت الطبيبة من عائلته شراء حقنة "الألبومين" وهي عبارة عن بروتين للقلب، وبالفعل أحضرتها العائلة وتركوا الطفل وعادوا للمنزل، وفي اليوم التالى وجدوا الطبيبة تبلغهم أن الولد يعاني من تضخم بالقلب والكلى، ويعاني من انسداد في المسالك البولية، وأنها تريد إجراء تحليل جديد، ولكن هذه المرة أعطتهم العينه محفوظة بثلج، وطلبت منهم الإسراع للمعمل والعودة بالنتيجة.
وهناك كانت الصدمة عندما أخبرهم المعمل أن هذه العينة أخذت من طفل متوفى منذ ساعتين، وعلى الفور عادت الأسرة للمستشفى وطلبوا رؤية الولد، فوجدوه موضوعاً على جهاز تنفس لا يعمل، فاقدا للحركة والنفس، لكن الطبيبة حاولت تكذيب المشهد.
مات الطفل نتيجة إهمال الطبيبة بعد أن حقنته بـ"الألبومين"، لأن هذه الحقنة لا يأخذها سوى مريض قبل العملية بساعتين لمرضى كبار في السن وليس أطفال رضع، وذلك بحسب أهله.