«سوق الجمعة» فى أمستردام: أى حاجة قديمة للبيع
سوق لبيع المقتنيات المستعملة فى «أمستردام»
ورود فى كل مكان، أشجار ترافق المارة على جانبى الطريق، هدوء يسود جميع الشوارع وابتسامات تعلو كل الوجوه بلا استثناء، كل شىء فى العاصمة الهولندية أمستردام يدعو إلى البهجة، فيما عدا سوق عشوائية تشبه إلى حد كبير سوق الجمعة فى السيدة عائشة بالقاهرة، يطلق عليها waterlooplein markt، فى هذه السوق ملابس قديمة، عرائس ولعب متراكمة، راديوهات، أدوات وعدد مستعملة، شنط وأحذية وغيرها من المنتجات القديمة التى تُباع على الرصيف.
مواطنون من جنسيات مختلفة يقفون حول هذه المقتنيات المستعملة، يقلبون فيها ويفاصلون فى سعرها، فهى بالنسبة لهم أرخص من أى متجر، وبعض السائحين يتّجهون لرؤية ذلك الشارع المختلف تماماً عن شوارع أمستردام، بعضهم يشترى قطعة للذكرى، والآخر يكتفى بإلقاء نظرة وينصرف سريعاً. وفى ظل تداخل اللغات مع بعضها البعض، ينادى صوت مصرى من بعيد على بضاعته، بعدها بلحظات يندمج فى الحديث بلغة هولندية مع زبون يقف أمام فرشته لشراء أداة موسيقية من على فرشته.
على بُعد خطوات، تتردّد اللهجة المصرية العامية مرة أخرى، هذه المرة من بائع ملابس يُدعى محمد عاطف، الذى يقف وسط كومة من الملابس: «أنا مصرى عندى 42 سنة، اتغربت زى أى حد، كنت رايح أشترى ملابس مستعملة من بورسعيد، كلمت تاجر قلت له عايز أسافر، قال لى هناك صعب، ومش هتلاقى حد، وفى الآخر بعت لى دعوة، وجيت على هولندا». عمل «عاطف» فى سوق الملابس المستعملة، وتزوج من هولندية وحصل على الجنسية.