مطروح: «كهف الملح» يعالج المرضى بالاستنشاق
مجموعة من المرضى داخل كهف الملح فى مطروح
فى مكان جميل داخل القرية البدوية التراثية غرب مدينة مرسى مطروح، يوجد أول «كهف ملحى» أقيم على أرض محافظة مطروح صنعه الإنسان، وهو يدخل ضمن الأماكن الجاذبة للسياحة العلاجية فى المحافظة، ليسهم فى إنعاش السياحة بشكل عام، وفى داخل هذا الكهف الكبير والمجهز لعلاج العديد من الأمراض دون أدوية أو عقاقير كيماوية، يتم استنشاق «اليود الملحى» خلال جلسة استرخاء للجسد، ليحصل من خلالها المريض على عدة جلسات تنعشه وتخرج السموم من جسده.
مدير المشروع: العلاج يتم من خلال استنشاق «الغبار الملحى» الذى يطرد السموم من الجسم
وقال عطية شتا، من أهالى مطروح، المدير التنفيذى لمشروع «كهف الملح»: «أُنشئ الكهف نظراً لأهميته وقيمته العلمية فى العلاج الطبيعى للعديد من الأمراض التى يعانى منها الإنسان وتبلغ 18 مرضاً، من بينها الغدة الدرقية والصدفية والتهاب المفاصل والجيوب الأنفية والربو والأكزيما، بالإضافة إلى حالات القلق والشخير والحساسية ونزلات البرد والإنفلونزا والاحتقان والتهابات الأذن والحمى والتهابات الأنف، وهو يعتبر تجربة فريدة من نوعها تهدف إلى تطهير جسم الإنسان من السموم وتنشيط الجسم وتعزيز الصحة العامة للجسم، وذلك من خلال استنشاق غبار الملح الخام الذى لا يمكن رؤيته بالعين»، وأضاف «شتا» أن «الكهف أقيم بمعرفة خبراء فى تكنولوجيا العلاج الطبيعى الحديث على مساحة 300 متر، وتم تشييده تحت الأرض وبناء جدرانه بنوع معين من قوالب الملح الصخرى، وتوزيع الملح الخام غير المكرر على مستوى الأرضيات، كما تم دعمه بما يقرب من 3 أطنان، بالإضافة إلى أنه علاج طبيعى وقديم جداً فى أوروبا الشرقية، حيث كان الناس يحبون العلاج داخل كهوف الملح الطبيعية تحت الأرض لأغراض الشفاء من أمراض الجهاز التنفسى والأمراض الجلدية»، وتابع «شتا»: «ونحن نستقبل حالات مرضية يومياً بكهف الملح من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الفترة المسائية، ويقوم كل فرد بحضور 5 جلسات متواصلة لمدة 45 دقيقة كل يوم، يسترخى خلالها المريض على كراس مسطحة أشبه بالأسرة الموزعة فى الكهف، بجانب غرس قدميه داخل الملح الخشن الموجود فى أرضية الكهف، ويستنشق الفرد الملح اليودى المنتشر فى أرجاء الكهف، بالإضافة إلى تزويده بشفاطات وأجهزة تكييف تتناسب مع مساحته وحجم المترددين عليه»، وأشار مدير المشروع إلى أن «الكهف يعد إنجازاً نوعياً فريداً، تفوقت فيه مطروح على الكثير من المحافظات والعديد من الدول، وعلى الرغم من وجود أكثر من 600 كهف ملحى «غرف العلاج» فى مختلف بلدان العالم ومنها أمريكا، والصين، وبريطانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وسويسرا، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، والسويد، وتركيا، وتايلاند، والمجر، والمكسيك ونيوزيلندا وغيرها، إلا أن كهف مطروح الملحى يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم» لافتاً إلى أن الكهف يسع 12 شخصاً من خلال المقاعد المصممة خصيصاً له، بالإضافة إلى تعقيم الكهف وعمل نظام تهوية له يتناسب مع الأعداد التى يستقبلها وهذه الخدمة مقابل 75 جنيهاً للجلسة الواحدة».
من جهته، قال الدكتور أحمد مسعود، طبيب بشرى، «حصلت على جلسة واحدة فقط فى الكهف الملحى، وجاءت النتيجة ممتازة وإيجابية من حيث تخفيف آلام المفاصل بالجسم والقدم، بجانب إزالة الفطريات والبكتيريا من الجلد، وأرى أنه لا بد أن نواكب الدول المتقدمة فى هذا النوع من العلاج الطبيعى الذى يخرج فيه الدواء التقليدى من المعادلة، والعمل على تنشيط السياحة العلاجية لجذب السياح من الداخل والخارج معاً».
ومن جانبها، قالت هبه عبدالله، مواطنة قاهرية، «عانيت من تأخر الحمل لعدة سنوات، وعندما حضرت هنا إلى مطروح فى المصيف وعلمت بالملح اليودى بالكهف، شاركت فى عدة جلسات، والحمد لله تحسنت نسبة الخصوبة عندى، وهو ما أكده لى الطبيب الذى أتابع معه وأنتظر حدوث الحمل خلال الفترة المقبلة بإذن الله».
من جهة أخرى، قال الدكتور فايز رجب، مدير مستشفى الصدر فى مطروح، إن «الملح اليودى مفيد لأمراض الصدر والحساسية، وهو يدخل فى حالات كثيرة من الغدة الدرقية، حيث إن نقص اليود فى الجسم يؤدى إلى حدوث تضخم فى الغدة، كما يدخل اليود فى نظام المناعة للجسم، ويزيد مناعة الجهاز التنفسى، وقلته تؤدى إلى ضعف المناعة للصدر وضعف القصبة الهوائية، كما تتسبب فى كرشة النفس، وزيادة ضربات القلب»، وأوضح «رجب» أن «العلاج داخل كهوف الملح اليودى لا بد أن يخضع للإشراف الطبى الشامل، حيث إن له فوائد عديدة تفيد جسم الإنسان، ومنها علاج الأورام، كما أن نقص اليود قد يؤدى لانخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال والنساء معاً، ولكن ينبغى أن يتم الأمر تحت إشراف طبيب لأنه إذا زادت نسبته فمن الممكن أن يؤدى إلى تسمم جسم الإنسان».