بروفايل: نور الشريف.. آخر الرجال المحترمين
صورة تعبيرية
يطل بوجهه القمحى، وعينيه اللتين تلمعان بسحر الفن وأصوله، وشعر رأسه الذى اشتعل شيباً فى رحاب أعماله الفنية، وقامته المتوسطة، على الشاشات الفضية، ليسترعى انتباه جمهوره، الذى يقف صامتاً أمام طلته الأخّاذة، ونبرة صوته الهادئة، فى محاولة للتركيز فى تفاصيل أدائه وصوت ضحكاته وحركات يديه، ليظل نور الشريف ظاهرة فنية فريدة من نوعها مهما توالى على الساحة الفنية العشرات من النجوم.
عامان كاملان يمران على وفاة الممثل الشهير، بعد عمر طويل تواصل حتى التاسعة والستين، قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية والدرامية، «فهلوته» أهّلته للتسلل إلى عالم الفن بخفة ونعومة، بعدما ترك كرة القدم التى كان يلعبها بنادى الزمالك، وقرر الانضمام للمعهد العالى للفنون المسرحية، بعد أن رشحه المخرج الراحل نبيل الألفى لتمثيل دور «روميو» فى رائعة شكسبير «روميو وجولييت».
خلال مشواره الفنى الطويل، قدم نور 237 عملاً فنياً، تألق فيها بأدواره المميزة، كان أحدها «المصير»، تلك المحطة التى أبدع فيها بدور «ابن رشد»، قاضى قضاة قرطبة، مع المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، ليكلل ذلك النجاح مرة ثانية بدور «يحيى»، الذى يقرأ صفحات الماضى فى فيلم «حدوتة مصرية»، بجانب تقديمه شخصية فنان الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى، فى الفيلم الذى حمل الاسم نفسه، وعرّض صاحبه لهجوم شديد من كافة التيارات فى الوطن العربى.
عاش الكبير أعظم قصة حب مع زوجته الفنانة «بوسى»، التى تزوجها عام 1967، وأنجب منها ابنتيه سارة ومى، إلا أن زواجهما انتهى بالانفصال عام 2006 بعد أن استمر نحو 30 عاماً، لكنه لم يمح من ذاكرة السينما المصرية أروع الأعمال الفنية التى تشاركا بطولتها معاً، منها: «حبيبى دائماً»، و«العاشقان»، و«لعبة الانتقام»، و«آخر الرجال المحترمين».
نال الراحل خلال مشواره الفنى العديد من الجوائز والأوسمة، حيث حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم «ليلة ساخنة»، وجائزة مهرجان «نيودلهى» عن فيلم «سواق الأوتوبيس»، كما حصل على أربع جوائز عن فيلم «يا رب توبة»، وجائزتين عن فيلم «الشيطان يعظ»، وثلاث جوائز عن فيلم «قطة على نار» من جمعية كتاب ونقاد السينما.
«عشت أياماً صعبة كثيرة، منها أيام الطفولة وأيام فى سن الصبا ولكن أيام المرض هى الأصعب، أملى الرجوع قريباً للعمل، فالوقوف أمام الكاميرا يمنحنى الإحساس بالحياة».. كان التمثيل بالنسبة إليه هو الحياة، لذا ستظل أدواره تخلّد ذكراه مهما مر من أعوام الغياب.