«عبدالواحد» يحارب «غلاء الترمس»: الفول بدل «الحمص»
«عبدالواحد» بائع الفول
قليل من الحمص بين كميات الترمس الكبيرة، يتعمد محمد عبدالواحد وضعها بشكل يومى، فهو تقليد عرفه منذ زمن طويل، لا يلتزم به كثير من الباعة، لكن العربة الصغيرة أصبحت مؤخراً تحمل صنفاً لم يكن يتخيله يوماً، لكنه لم يجد مانعاً من سلق الفول ووضعه على العربة، بعدما وصل سعر الحمص إلى 35 جنيهاً.
«عشان أجيب اتنين كيلو حمص وأوزعهم مع الترمس هدفعلى 70 جنيه، فلغيت قصة الحمص دى خالص»، يحكى «محمد»، الستينى الذى يدفع عربة يد صغيرة طيلة يومه بالقرب من وكالة البلح، بائعاً الترمس بجنيهين و3 لمن شاء الزيادة، بينما كان المارة ينظرون باستغراب إلى الفول الذى وضعه على العربة فى محاولة لمعرفة سره: «الفول رخيص كتير عن الحمص بـ10 جنيه الكيلو، بسلقه بالليل وأبيعه الصبح، وعشان الناس عندها فضول تدوق طعمه مع الليمون بتجرب»، قالها الرجل وعلى وجهه ابتسامة عريضة، مضيفاً: «أنا قلت حاجة تسند جنب الترمس اللى غلى هو كمان وبقى بـ12، ولغيت الحمص ده نهائى».
يتحرك الرجل يومياً لأكثر من 9 ساعات، حتى تفرغ العربة من محتواها، ومع كل مكان يقف فيه يأكل قليلاً من الفول الذى على عربته: «الناس قليل لما بتاخد فبتسلى أنا فيه، ولو جاتلى منه بيعة يبقى مصلحة، هما اتنين كيلو على الجنب كده وخلاص». تقف أمامه فتاة لم تتم الـ20 بعد، تسأله عن الفول وحكايته معه، وما إن يسرد لها حكايته حتى تطلب منه كوب ترمس، فيخبرها بقليل من العصبية: «طب ما تقولى من الأول عايزة ترمس» فتخبره: «كنت عايزة أعرف بس ليه بتبيع فول يعنى مش كفاية فطار كل يوم».
أحمد ربيع، أحد المواطنين الذين وقفوا أمام العربة الصغيرة للشرب فى المقام الأول من القلل التى وضعت بأطراف العربة، ليقرر شراء بعض الترمس، وبينما كان «محمد» يعبئ له الترمس ويعصر له الليمون فوقه، طلب منه تذوق واحدة من حبات الفول للتجربة، ليخبره «محمد» بأن عليه وضع بعض الليمون عليه أولاً، ليخبره الآخر: «والله تشغيل الدماغ حلو وربك يرزقك».