وأنت تقرأ هذه الكلمات عليك أن تعلم أنها حقيقية وحدثت بالفعل، ولم أنقلها لك هنا إلا بعد إذن أصحابها وبعد اختيار أسماء مستعارة.
الثلاثاء الساعة 12:00 صباحا
اسمي أمجد
أبلغ حاليا الخامسة والثلاثين.. نعم لا تغالطني في سني الحقيقية.. دعك من بعض الشعر الأبيض وندوب التجاعيد.. أنت تعلم لا علاقة للسمات الظاهرية بالسن الحقيقية غالبا.
عندما علمت أنك تقدم جلسات ما يسمى بالدعم الشخصي فكرت في الاتصال بك وتحديد موعد.. مما أراحني للأمر هو أنك لست طبيبا نفسيا مما يعني بالضرورة أني لست مريضا.. سمها دردشة أصدقاء إن شئت.
لا أشعر غالبا أنني بخير..
ربما لأنني ما بين مشاغل الحياة كزوج وأب لم أجد مكانا للحديث عن نفسي.. نعم أعلم أن كوني زوج لزوجة طيبة المعشر وأب لطفلة جميلة يعد إنجازاً في حد ذاته..
ولكنني في حقيقة الأمر لا أشعر بأنني بخير..
لا تحدثني عن الجانب الروحاني في حياتي فأنا أواظب على الصلاة والتراتيل والشعائر في أوقاتها..
ثمة شيء مفقود..
أعمل في إحدى الشركات متعددة الجنسيات.. حقيقة تجتاحني مشكلات مالية بين الحين والآخر.. ولكن يمكنك القول أني اعتدت على ذلك.. كل الناس كذلك.. الحياة ليست عادلة بما يكفي كما تعلم..
أكيد أنني أخطو في عملي خطوات لا بأس بها في ظل رب عملي الذي يعتقد بأنه أفضل شخص في الكون.. وأنه لا يخطئ قط.. ولكن لا بأس أصلي من أجل أن يشفيه الله من هذا الوهم.. ولكنني لا زلت لا أشعر أنني بخير.. ربما يمكنك مساعدتي.
الثلاثاء الساعة 8:00 صباحا
عزيزي أمجد
صباح الخير
بما أنك قد أتحت لي فرصة الدردشة كأصدقاء
هذا شيء يشرفني..
يبدو لي أنك على قدر كبير من الحكمة والثقافة ولكن أشعر فعلا أنك لست بخير.. التحدي با صديقي أنك تفتقد الرؤية الكاملة.. أنت تنظر إلى ذاتك ومن حولك في دوائرك الخاصة بشكل يحتاج إلى إعادة صياغة.
دائرة الذات: أنت شخص ذكي ومحبوب ومميز وتمتلك قدرة على التواصل وتحمل قدرا من طيبة القلب.. أنت لا تؤذي أحدا وتحاول مساعدة الناس.. ولكنك تنسى مساعدة ذاتك أولا.. تنسى أنه بدون مساعدتك لذاتك لن تستطيع أن ترد الجميل لزوجتك وأن تكون أبا طيبا لطفلتك الجميلة.
ابدأ بمساعدة ذاتك أولا
لا يمكن أن تنجو سفينة دون قائد ماهر ويقظ
فقط أريدك أن تكتب لي بماذا سوف تجيب عن كل من الأسئلة التالية بخمس كلمات فقط.. ولا داع لأن تكون متصلة في جملة.
- ماذا يعني لك اسمك؟
- ما هي السعادة بالنسبة لك؟
- ماذا ترى في نفسك من قوة وضعف؟
ليباركك الله