مصر تتحدى الإرهاب وتحتفل بعيد «صعود العذراء»
الآلاف يحتفلون بعيد العذراء بجبل درنكة فى أسيوط
فى مشهد يعكس قدرة المصريين على التعايش وتحدى الإرهاب، احتفل المصريون -مسلمين وأقباطاً- أمس، بعيد صعود جسد السيدة مريم العذراء، حسب الاعتقاد المسيحى الأرثوذكسى، بعد ختام صوم العذراء الذى استمر أسبوعين، وتضمنت الاحتفالات إقامة القداسات اليومية، والموالد والنهضات الروحية فى الأديرة القبطية، التى تحمل اسم العذراء فى جبل «درنكة» بأسيوط و«بياض العرب» فى بنى سويف والمنيا، وسط إجراءات أمنية مشددة.
«السيسى» يعقد أول اجتماع لـ«القومى لمواجهة الإرهاب» غداً.. ومسيحيو «الفرن» يقيمون القداس فى الشارع.. وأسقف المنيا: مسلمو القرية لم يسبق لهم الاعتراض على صلاة إخوانهم الأقباط فى أى مكان
وأكد الأنبا غبريال، أسقف بنى سويف وتوابعها، أنه رفض طلب الأجهزة الأمنية بإلغاء الاحتفالات بموسم السيدة العذراء ببياض العرب شرق المحافظة، قبل بدء الموسم، مشيراً إلى إصراره على إقامة الاحتفالات حتى الليلة الختامية لثقته فى قدرة أجهزة الأمن على تأمينها.
وقال «غبريال» لـ«الوطن» إن عدد زوار الدير وصل حتى الليلة الختامية إلى أكثر من 100 ألف من الأقباط والمسلمين، حيث تجمعت مئات الأسر داخل دير السيدة العذراء لتناول الأطعمة والحلوى والاستماع للإنشاد الدينى، وفضّل عدد من الأهالى الاحتفال بالليلة الختامية بالجلوس على شاطئ النيل بالدير، وسط إجراءات أمنية مشددة».
وخضعت جميع السيارات، حسب تأكيد الأسقف، لتفتيش دقيق من جانب رجال الأمن وخبراء المفرقعات، مع الاستعانة ببوابات إلكترونية للكشف عن المفرقعات والأجسام الغريبة، وخصصت قوات الشرطة أماكن لدخول الرجال وأخرى للسيدات، بالتزامن مع التدقيق فى هويات جميع المترددين على الدير وحظر دخول السيارات.
وشهدت الاحتفالات فى قرية «الفرن»، التابعة لإيبارشية المنيا وأبوقرقاص، طابعاً خاصاً، حيث أقيمت الصلاة فى شوارع القرية بعد رفض الأمن إقامة الصلاة فى أحد منازل الأقباط، تجنباً لوقوع أى أعمال طائفية. وترأس كاهنان تابعان للكنيسة صلوات عشية عيد العذراء وقداس العيد فى شوارع القرية بحضور العشرات وقام الكاهنان بإتمام طقوس التناول وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة للأقباط.
وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا، إن مسلمى القرية لم يسبق لهم أن اعترضوا فى أى وقت على صلاة إخوانهم الأقباط فى أى مكان، بل إن جميع الأهالى تجمعهم علاقة ودّ وعِشرة وجيرة طيبة، عكس ما أشيع بأن هناك اعتراضاً على إقامة صلوات الأقباط فى القرية.
فى سياق متصل، يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى غداً، مع أعضاء المجلس القومى لمواجهة الإرهاب والتطرف، فى أول اجتماع للمجلس، ومن المقرر أن يستعرض الاجتماع خطة العمل ومقترحات مواجهة الإرهاب والتطرف على كل المستويات الأمنية والسياسية والفكرية، وعرض التشريعات المقرر إرسالها إلى مجلس النواب فور انعقاده فى دور الانعقاد المقبل، لمناقشتها وإقرارها.