«الثأر».. فقر وعنف وعصبية
«الثأر».. فقر وعنف وعصبية
«الوطن» ترصد انتشار الظاهرة فى الصعيد ودور الدولة والمجتمع المدنى فى مواجهتها
فقر وعنف وعصبية.. وقود دائم لنار «الثأر» الموقدة فى الصعيد، لا تسمح لها بأن تنطفئ، ولا تسمح للعقل بأن يتكلم، لذلك لم تتوقف الدماء عن النزيف لعشرات السنين، فتحول «الثأر» من ظاهرة إلى ثقافة، يرضعها الأطفال فى المهد، بينما يلعبون بكل أنواع الأسلحة، قبل أن يخرج آباؤهم بها ليُنفّذوا جرائم الثأر باسم القصاص، فلا يعودون إلى قتلة أو مقتولين. خلال السنوات السبع الماضية، وصلت إلى محافظات الصعيد كميات ضخمة من الأسلحة المهرّبة عبر الحدود الليبية، بعدما استغل تجار السلاح حالة الانفلات الأمنى لزيادة أرباحهم، بتأجيج الخصومات الثأرية بفعل كميات وأنواع غير مسبوقة من الأسلحة، التى تعامل معها أهل الصعيد، باعتبارها «أسلحة ردع» فى مواجهة الخصوم. من قنا، تفتح «الوطن» ملف «الثأر»، بعدما حصد فى يوم واحد 7 قتلى، خلال مشاجرة بدأت منذ عامين على «كارت شحن»، مما هزّ المحافظة بقوة، ليعيد المخاوف من انفجار المزيد من الخصومات، فجريمة ثأر واحدة فى مجتمع مشبّع بثقافة القصاص المشوّهة، يمكنها أن تفجّر كل ينابيع العنف الكامنة، خصوصاً مع استمرار الوقود المغذّى لها، الجهل والعصبية والسلاح..