بالصور| "إرشادات المترو" في كل محطة.. والركاب: "لا قرأنا ولا نفذنا"
بالصور| "إرشادات المترو" في كل محطة.. والركاب: "لا قرأنا ولا نفذنا"
ملصق إرشادي بإحدى محطات المترو
تعلو أصوات صافرات إنذار المترو، ينتبه المصطفون على الرصيف لاقترابه، وفي الوقت الذي يندفع فيه من بالداخل نحو الرصيف للخروج، يحاول من على الرصيف الدخول أيضًا، لتحدث المشادات بين الطرفين، وفي الوقت نفسه، تستقر لائحة يمحو الغبار ملامحها، في مكان واضح من جدار رصيف المحطة، مدون عليها 11 نقطة تمثل تعليمات يجب أن يلتزم بها الراكب.
لا تخلو محطة مترو من تلك اللافتة التي يعلوها كلمة "إرشادات عامة للركاب"، فيما حرص القائمون على المحطة وضعها في مكان واضح ليسهل على المواطن قراءتها، لكن بحسب "محمود إبراهيم" الذي اعتاد على استقلال المترو منذ أن كان طالبًا من منزله في شبرا وحتى جامعة القاهرة، لم يهتم يومًا بقراءة تلك الإرشادات.
الأكل والتدخين ولصق الإعلانات أبرز المحظورات.. والركاب: "محدش بيقولنا بتعملوا إيه"
أبرز ما جاء في الإرشادات الموجودة في محطات المترو: "المحافظة على تذكرة المترو، وعدم النزول أو الصعود عند سماع صوت الرنان، والالتزام بأبواب الصعود والنزول، وعدم العبث بأجهزة الطوارئ، وعدم الإمساك بالأبواب"، وهي التعليمات التي لم يسمع عنها "إبراهيم" الذي يعمل محاميًا، إلا ما يتعلق بأبواب النزول والصعود، ومع ذلك يؤكد: "محدش بيلتزم بيها ومجاتش عليا أنا".
المشكلة تكمن حسبما يرى "محمود إبراهيم"، ذو الـ24 عامًا، في أن المواطنين اعتادوا على عدم قراءة التعليمات، وفي حالة قراءتهم لها فإنهم لن يلتزموا بها إلا بفرض عقوبات رادعة: "الأمن اللي بيبقى واقف على الرصيف لازم ينظم الناس ويتأكد من تطبيق التعليمات".
صفحة المترو على "فيسبوك" تنص على أن الراكب يلتزم بعدة قواعد هي تخصيص عربتين للسيدات بالمترو لا يجوز للرجال ركوب إحداهما طوال اليوم، والأخرى حتى التاسعة مساء، إضافة إلى عدم جواز ركوب المترو بدون تذكرة أو اشتراك أو باشتراك خارج حدود المحطات أو منتهي فترته، أو الركوب بتذكرة تخفيض لا يستحقه الراكب، أو ركوب المترو باشتراك شخص آخر.
غرامة المخالفة تصل إلى 100 جنيه.. وبرلماني: ضعف الإدارة سبب عدم الالتزام
كما نصت التعليمات على عدم عبور شريط السكة الحديد إلا لأفراد الأمن في الضرورة وعمال نظافة الخط وبعض العاملين الآخرين بالهيئة، إضافة إلى عدم تخطي الخط الأصفر بالرصيف لأنه قد يعرض الشخص لخطر الصدم بالقطارات، والالتزام بعدم الدخول إلى المحطة بأشياء تندرج في لائحة الممنوعات الموجودة بكل محطة، وعدم فتح نوافذ المترو أثناء عمل التكيف.
وتمنع هيئة المترو تصوير المحطات أو المترو بدون ترخيص، وتناول الأطعمة والمشروبات والتدخين داخل المترو أو المحطات، كما يحظر الكتابة على جدران المترو والمحطات، وإشعال الشماريخ والصواريخ والولاعات داخل المحطات والمترو وممنوع إثارة الشغب داخل المترو.
وأقرت هيئة المترو عددا من العقوبات والغرامات لمن يخالف هذه القوانين، والتي أيضًا زادت قيمتها مع رفع سعر تذكرة المترو، حيث خصصت مبلغ 50 جنيها غرامة للركوب بدون تذكرة، أو استخدام تذكرة سبق استخدامها، أو التدخين وإلقاء المخلفات بالمترو، وغرامة 100 جنيه لمن يزاول البيع دون تصريح، والتسول، وعبور شريط السكة الحديد، ولصق إعلانات أو ملصقات على عربات المترو.
كل ما يدركه "إسماعيل عطية"، أحد ركاب المترو، من الإرشادات والقواعد، هي أن هناك عربتين للسيدات لا يسمح للرجال بركوبهما، وهو ملتزم بتلك التعليمات فقط التي لم يقرأها لكنه شاهد رجال الأمن يشرفون على تنفيذها، حسبما يروي لـ"الوطن"، منتقدًا مكان لوحة الإرشادات الموضوعة في محطات المترو المختلفة.. "لازم تتحط في مكان أوضح من كدا".
لم يتعرض "أحمد إبراهيم" الذي يعمل محاسبًا، من قبل لغرامة من الأمن في المترو بسبب مخالفته للتعليمات التي لم يقرأها ولم يسمع عنها، والتي تبلغ قيمتها 15 جنيهًا حسبما ذكر في اللوحة، وفي الوقت نفسه يبدي استعداده للالتزام بهذه التعليمات.. "النظام حلو ميزعلش حد".
آية محمد، إحدى ركاب الخط الأول بالمترو تبرر عدم التزامها ببعض آداب المترو قائلة: "أحيانا بيكون في زحمة على باب الطلوع وبضطر أركب من الباب الفاضي لما بكون مستعجلة، لكن بحاول لما بكون قاعدة وبشوف حد كبير في السن بقوم وبخليه يقعد مكاني".وتشكو آية من ظاهرة ركوب الرجال في عربة السيدات بداعي ركوبهم مع زوجاتهم في بعض الآحيان، "أكتر مشكلة بتضايقني إن في رجالة بتركب عربية السيدات ومش بيلتزموا بالقانون".
وبالنسبة للمأكولات والمشروبات، تقول :" أحيانا بيتصادف رجوعي متأخر من شغلي وبضطر أكل أو أشرب حاجة، مفيش حد بيفتشنا جوا المترو"، حسب قولها.أما الشاب العشريني أحمد محمود، أحد ركاب الخط الثاني بمترو الأنفاق، يقول "بشرب سيجارة على رصيف المترو مش جوا عربية المترو وعمر ما حد قالي حاجة ولا كلمني".
ويقول النائب عماد محروس، عضو لجنة النقل بالبرلمان، السبب وراء عدم التزام المواطنين بتطبيق قواعد وقوانين المترو رغم وجود عقوبات محددة يرجع إلى ضعف الإدارة المسؤولة عن المترو ولا بد من تغييرها لأنها إدارة تسببت في خسائرة مادية كثيرة لهيئة المترو منذ استلامها في 2015.وأضاف محروس في تصريح لـ"الوطن": "أخبرنا وزير النقل مرات عديدة بضرورة تغيير إدارة المترو الحالية ولا بد من تغيير مجالس إدارات الهيئات اللي بتخسر الدولة زي هيئة السكة الحديد، ونستبدلها بإدارة لديها فكرة ورؤية واضحة لتطوير المترو وتطبيق القوانين الخاصة به بكل حزم".