"كبار العلماء": ثوابت الدين لا تتغير وما حدث بتونس تلاعب بالنصوص
د.محمود مهنا
أكد الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، أن النصوص الشرعية والثوابت الدينية لا تتغير من زمن لأخر، وأن هناك إختلاف بين التفريط والتجديد.
وأضاف لـ"الوطن": إذا كانت قطعية الثبوت والدلالة فلا مجال للاجتهاد، لكن الاجتهاد يشمل ما لم يكن قطعية الثبوت والدلالة، فالثوابت القرآنية قضايا قطعية متعلقة بالعقيدة والشريعة ومنصوص على بعضها بالسنة فلا يجوز التلاعب بالنصوص فيها ولكن يجوذ تدبرها وفهمهما واستنباط الأحكام منها، أما تغيير النص فلا يجوذ حتي للملائكة أو الأنبياء أنفسهم وما جرى في تونس وإستراليا تغيير للعقيدة الثابتة الراسخة المبنية على القرآن والسنة.
وأوضح "مهنا" أن هناك اختلاف بين تجديد الخطاب الديني والتلاعب في النصوص الشرعية، فالأزهر الشريف أول من نادي بالتجديد في الشئون الحياتية، فقال الرسول "أنتم أعلم بشئون ديناكم" لكن هذا متعلق بالأمور الغير ثابتة كالمواريث وبعض أمور الأسرة، فتلك أحكام ثابتة بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة بلا ريب، فلا مجال فيها لإعمال الاجتهاد، وإدراك القطعي والظني يعرفه العلماء، ولا يُقْبَلُ من العامَّةِ أو غير المتخصِّصين مهما كانت ثقافتهم، لكن هناك قضايا اجتهادية كالتعامل مع الأخر وأحكام الجهاد، فالاجتهاد فيما كان من النصوص ظنيَّ الثبوت أو الدّلالة أو كليهما معًا، فهذه متروكة لعقول المجتهدين لإعمال الفكر واستنباط الأحكام في الجانب الظَّنِّي منها، وكل هذا منوط بمن تحققت فيه شروط الاجتهاد المقررة عند العلماء؛ وذلك مثل أحكام المعاملات التي ليس فيها نصٌّ قاطعٌ ثبوتًا أو دلالةً.