بدأ بكارثة وانتهى بتكريم.. السكة الحديد في أغسطس: "أخيرا حاجة حلوة"
صورة أرشيفية
"أغسطس" شهر ثقيل في كل أحواله على الجميع، إلا أنه في هذا العام 2017 كان أثقل وأكثر إيلاما خاصة على السكك الحديدية، إذ بدأ بكارثة تصادم قطارين بالإسكندرية راح ضحيتها العشرات، مرورا بتأخيرات وأزمات على طول القضبان، إلا أنه وللمفارقة وقبل نهاية أغسطس بأيام كُرّم سائق ومساعده منعا كارثة جديدة، الأمر الذي يعتبره كثيرون نقطة بيضاء في شهر مظلم.
تفاصيل واقعة التكريم، بدأت بإعلان المهندس سيد سالم، رئيس هيئة السكة الحديد، صرف مكافأة عاجلة، لسائق قطار رقم 152 ومساعده، ليقظتهما أثناء العمل وإنقاذ ركاب القطار المتجه من محطة الجيزة إلى الفيوم وتمكنهما من "الفرملة السريعة" قبل تصادمهما بجرار زراعي بمقطورة يعبر السكة الحديد من مكان غير معد للعبور بالكيلو 35 ما بين البدرشين والمرازيق.وطلب "سالم" مقابلهما لتقديم الشكر لهما على التزامهما بتعليمات وقوانين ولوائح الهيئة واليقظة أثناء العمل.
السائق عبد الرزاق محمد علي ومساعده، من مركز ديزل الواسطى في محافظة بني سويف، ليسا بطلا الواقعة فقط، بل هناك مراقب الحركة في القاهرة الذي اتصل ببرج المرازين ونبه عليه بحجز القطارات السائرة على الخط المقابل وبالفعل تم حجز قطار 89 بمحطة المرازين لحين خلو السكة وانتظام حركة مسير القطارات.
وشهدت القضبان على مدار الشهر تأخيرات عدة، أبرزها تأخر القطار رقم 996 المتوجه من القاهرة إلى أسوان، في 10 أغسطس، لما يقرب من 12 ساعة، حيث تحرك من محطة مصر وكان محددا له يصل أسوان 11.20 صباحا، لكنه تعطل في الجيزة والواسطي وأسيوط والأقصر، ووصل إلى أسوان الساعة 11 مساء متأخرا عن موعد وصوله 11 ساعة و40 دقيقة، بسبب تكرار تعطل جراره وعربات التكييف، لذلك تم تغيير جراره 4 مرات خلال رحلته بسبب أعطال فنية حدثت بكل جرار تم ضمه للقطار.
التأخير يعدّ الأول في تاريخ السكة الحديد، الذي يقطع فيها قطار رحلته من القاهرة إلى أسوان في وقت ضعف الوقت المحدد تستغرقه الرحلة، حيث استغرقت هذه الرحلة 25 ساعة رغم أنها محدد لها 13.20، وسرعان ما أعلن الدكتور عمرو عبد السلام شعت، مساعد وزير النقل لشؤون السكة الحديد والطرق، بدء التحقيق في أسباب تأخر وصول القطار، مؤكدا أن المدان سيحاسب وأن الوزارة تعمل على رفع منظومة الصيانة بالسكة الحديد.
ولم تكن هذه الواقعة النادرة الوحيدة في تاريخ السكة الحديد، والتي تحدث في أقل من أسبوعين بأغسطس، ففي اليوم الثاني من الشهر، انتشر مقطع فيديو بشكل ضخم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه 4 سائقين، وهم يتعاطون المخدارت داخل كابينة جرار أحد القطارات أثناء العمل، ويرقصون على موسيقى إحدى أغاني المهرجانات الشعبية.
"خلي بالك من السكة يا محمد".. جملة قالها أحد السائقين بالفيديو لزميله، وهو الأمر الذي اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي نوعا من الاستهتار، لتعريض أرواح المواطنين للخطر، وسرعان ما أصدرت هيئة السكة الحديد بيانا رسميا أكدت فيه تحويل هؤلاء السائقين للتحقيق ووقفهم عن العمل احتياطيا لحين انتهاء التحقيقات طبقا لنص المادة رقم 99 من لائحة نظام العاملين بالهيئة.
وفي 11 أغسطس، وقع حادث دامي على قضبان السكة الحديد، حيث تصادم قطاران في محافظة الإسكندرية، ما أدى إلى مصرع 42 شخصا على الأقل، وإصابة 123 آخرين، بحسب آخر تقديرات لوزارة الصحة.