الديمقراطى.. الانتخابات تفجر الصراع بين «الأيديولوجيات» داخل الحزب
مؤتمر سابق للحزب المصرى الديمقراطى
يعيش الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى حالة من الصراع الدائم بين أعضائه وقياداته، حيث ينتمى بعضهم إلى اليسار المؤمن بالأفكار الاشتراكية، بينما الآخرون ينتمون إلى التيار الليبرالى المؤمن بآليات نظام السوق الحرة، وظهر الصراع بين التيارين بشكل جلى فى الانتخابات الأخيرة داخل الحزب التى فاز فيها تيار اليسار، بانتخاب فريد زهران رئيساً لـ«المصرى الديمقراطى»، وهو ما أثار غضب بعض المنتمين إلى التيار الليبرالى الذين أعلنوا استقالتهم من الحزب، ومع ذلك لم يتوقف الصراع داخل أمانات الحزب.
وبدأت أزمة الاستقالات على خلفية الصراع بين التيارين، باستقالة عماد جاد، نائب رئيس الحزب، قبل 4 سنوات، ومعه 13 عضواً بسبب خلافات داخلية، جميعهم معروفون بانتمائهم للتيار الليبرالى داخل «المصرى الديمقراطى»، وبعد استقالتهم أعلنوا انضمامهم إلى حزب المصريين الأحرار، الذى يحمل توجهاً رأسمالياً، وفى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لم يعلن الحزب تأييده لمرشح بعينه، وترك الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب، وقتها، حرية الاختيار للأعضاء، فيما أعلن أنه سينتخب بشكل شخصى المشير عبدالفتاح السيسى.
وحول الصراع بين التيارين داخل الحزب، قال باسم كامل، نائب رئيس الحزب، لـ«الوطن» إن أيديولوجية «الديمقراطى الاجتماعى» تسمح بهذا الاختلاف، وتمثل مدرسة سياسية موجودة فى معظم الدول الأوروبية والإسكندنافيه، موضحاً أن حزب «لولا دا سيلفا»، الرئيس البرازيلى السابق كان توجهه «ديمقراطياً اجتماعياً»، كما أن ماليزيا يحكمها حزب يحمل التوجه ذاته، ومؤمن بآليات السوق الحرة، إلا أنه يحرص على تطبيق العدالة الاجتماعية، وهناك التزام على الدولة هناك بتحقيق العدالة الاجتماعية.
«كامل»: التناقضات تقلصت برحيل المؤمنين بالليبرالية و«زهران»: معظم الاستقالات سياسية وليست أيديولوجية
وأشار «كامل» إلى أن الديمقراطية الاجتماعية فكرة وسط بين اليسار واليمين، فهى بمثابة «قماشة واسعة»، إلا أنه بالرجوع للحزب فقد كان هناك تناقض مع بداية تأسيس «المصرى الديمقراطى» بين اليسار واليمين، إلا أن معظم أعضاء وقيادات الحزب الذين كانوا يؤمنون بالليبرالية استقالوا فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وانضموا إلى أحزاب أخرى، كما أن هناك مجموعة ليبرالية أخرى تركت الحزب بعد أن حسم تيار اليسار الانتخابات الداخلية فى «المصرى الديمقراطى» لصالحه، ولم يتبقّ من الليبراليين فى الحزب سوى عدد قليل.
ورأى «كامل» أن قوة الحزب الحقيقية فى «المواطنين العاديين» المنتمين إلى برنامج العدالة الاجتماعية، بعيداً عن الحسابات الأيديولوجية، وأن هذا التنوع يخلق حالة من الزخم والتنوع.
من جانبه، قال فريد زهران، رئيس «المصرى الديمقراطى»، إن برنامج حزبه «ديمقراطى اجتماعى»، وينتمى له أعضاء كان لهم انتماءات يسارية وآخرون لهم انتماءات ليبرالية، مؤكداً أن جميع الأعضاء الآن أصبحوا مؤمنين ببرنامج الحزب اليسارى الوسطى، لكن أحياناً تحدث بينهم بعض الخلافات الأيديولوجية البسيطة. وأشار «زهران» إلى أن برنامج الديمقراطية الاجتماعية يصنف كـ«يسار وسط»، لافتاً إلى أن حزبه حسم موقفه من قضايا كثيرة، أبرزها أنه لم يؤمن بديكتاتورية البروليتاريا ولا بالحزب الواحد مثل الأحزاب اليسارية التقليدية، ويسع الجميع، وفيه تنوع إيجابى وأن الاستقالات التى حدثت فى الحزب أسبابها سياسية وليست أيديولوجية فى الأساس.