العشوائيات تغتال القناطر الخيرية "منتجع الغلابة"
تحولت القناطر الخيرية "منتجع البسطاء والغلابة في مصر بوجه عام، والقليوبية بوجه خاص"، من مقصد سياحي إلى مدينة عشوائية تملؤها التعديات والأسواق العشوائية، وتعاني الطرق المتهالكة، ما تسبب في عدم إقبال المواطنيين والسائحين عليها، والإحجام عن زيارتها، على الرغم من موقعها المتميز على النيل؛ حيث تتمتع بمساحات خضراء تصل إلى أكثر من 750 فدانًا.
ورغم أن القناطر تمتلك جميع مقومات السياحة العالمية من نيل وحدائق ومتاحف وكبارى أثرية؛ حيث يوجد بها أضخم مشروع ري قديم، هو قناطر محمد علي باشا، وقدم المتخصصون مشروعات عديدة لتطوير القناطر ووضعها على خريطة السياحة، لكنها لم تلقَ أية استجابة من المسؤولين بالمحافظة، وظلت حبيسة الأدراج، والنتيجة انتشار العشوائيات والباعة وسيارات النقل بالميدان دون أن يراعي أحد تاريخ المدينة وحضارتها.
كما تعرضت المدينة لحملة إهمال على مدار أكثر من نصف قرن، إضافة إلى عدم استغلال ما تتميز به من مقومات جغرافية وتاريخية وأثرية، وتجاهل المسؤولون ذلك وتركوا حدائقها مرتعًا للأشباح وطيور الظلام في ظل حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد بعد الثورة.
يؤكد جمال سلامة، موظف، أن أهم المشاكل التي تواجه المدينة الاختناق المروري، وخاصة في ميدان القناطر، وعدم وجود مواصلات عامة، وتضارب الاختصاصات بين أكثر من جهة، مشيرًا إلى أن حدائق المدينة العريقة تحولت بدورها من متنزهات عامة إلى وكر للبلطجية والخارجين على القانون، الذين يفرضون الإتاوات على الزائرين من خلال تأجير الخيول والدراجات بأسعار خيالية، وكذلك أسعار المشروبات والمأكولات التي تفوق أشهر الفنادق.
وتابع سلامة "فضلًا عن غياب الخدمات العامة داخل الحدائق التي تستقبل ملايين المواطنين في المناسبات المختلفة؛ حيث لا توجد دورة مياه واحدة نظيفة، والأدهى أن الزائر لا يستطيع التنقل بأمان في شوارع هذه الحدائق بسبب انتشار الباعة الجائلين والحيونات الضالة، إضافة إلى انتشار ظاهرة الاستيلاء على أجزاء من الحدائق لتتحول الخضرة إلى كتل خرسانية في ظل ضعف الرقابة من شرطة السياحة والتموين، إلى جانب الارتفاع غير المبرر في تذاكر الدخول للحدائق الخاصة، مطالبًا بتفعيل مجلس الأمناء، الذي تم تشكيله مؤخرًا للنهوض بالمدينة".
وطالب أبناء المدينة بإنشاء هيئة متخصصة تضم الوزرات المعنية، التي تتضارب في اتخاذ القرارات التي من شأنها إعطاء القناطر حقها في التطوير، وإنشاء فندق سياحي بعد أن أصبحت الشاليهات دون المستوى، والقضاء على القمامة؛ حيث لا يوجد على مستوى القناطر صندوق واحد يصلح للقمامة، مشيرين إلى كثرة المواقف العشوائية وانتشارها في كل مكان، والباعة الجائلين والأسواق العشوائية في كافة الأرجاء، وخاصة سوق الثلاثاء الذي يصيب حركة المرور بالشلل التام وقت إقامته في الشارع الرئيسي بمدخل المدينة من جهة بنها، إلى جانب انتشار مركبات "التوك توك" التي يقودها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات في الغالب ولا يحملون رخصًا لا للمركبة ولا لأنفسهم.
من جانبه، أكد السيد موسى -رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية- أن تعدد الجهات المشرفة على المدينة والمركزية في العمل وعدم التنسيق بين هذه الجهات تسبب في عدم أخذ قرارات موحدة من شأنها النهوض بالمدينة ووضعها على خريطة السياحة في مصر.
من ناحيته، أكد الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، الانتهاء من إعداد أول مخطط علمي لتطوير القناطر الخيرية من أجل عودتها إلى خريطة السياحة العمالية والداخلية، مشيرًا إلى أن المحافظة أعدت تقريرًا مفصلًا حول المخطط بناء على موافقة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء بإنشاء مجلس أمناء يضم ممثلي كافة الوزارات المعنية.
وأضاف المحافظ أنه أعد ملفا بتكليف من رئيس الوزراء خلال اجتماعه مع المجموعة البرلمانية لمحافظة القليوبية قبل حل البرلمان، مشيرًا إلى أن المقترح يتضمن كافة المحاور المطلوبة لتعود القناطر إلى سابق عهدها القديم، وسيتم مناقشة كافة هذه المقترحات خلال الاجتماع المقرر عقده مع رئيس الوزراء بحضور كافة الأطراف.