«خير الله»: «السادات» أصدر دستوراً داخلياً لتنظيم العمل السياسى للقبائل
الرئيس الراحل أنور السادات وسط رموز قبائل مطروح
ارتباط الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمحافظة مطروح لم يكن فقط بعد توليه رئاسة الجمهورية، ولكن قبل ذلك بفترة طويلة، وله فيها ذكريات وعلاقات صداقة عديدة، حرص على التواصل معها بعد توليه السلطة، وارتبط العديد من أبناء قبائل مطروح به، لدرجة أنهم احتكموا إليه فى توزيع المناصب السياسية بينهم، بهذه الكلمات عبر اللواء «على خير الله فضل عطيوة»، نجل الرئيس السابق لـ«الاتحاد الاشتراكى» بمطروح، الذى كان قريباً من «السادات» وتجمعه به علاقة قوية.
«حراس البوابة الغربية» سلاح الدولة لمواجهة محاولات القذافى للتدخل فى شئون القبائل
تحدث اللواء المتقاعد لـ«الوطن» عن «علاقة الحب» التى جمعت بين الرئيس الراحل وأبناء مطروح بقوله: «عندما وصل السادات لسدة الحكم زار مطروح، وزار الضابط أحمد الفحل، من أبناء المحافظة، فى منزله لأنه كانت تجمعه به علاقة صداقة خلال فترة ما قبل توليه الحكم، أثناء ابتعاده عن الإنجليز قبل ثورة 1952، ومن هنا نشأت بينهما علاقة قوية، وعندما عاد الرئيس السادات إلى القاهرة، عقب زيارته لمطروح، ولقائه بالقيادات الشعبية وعمد وشيوخ القبائل، أصدر قراراً بأن من يتولى منصب أمانة الاتحاد الاشتراكى فى هذا التوقيت يكون من أبناء قبائل أولاد على»، مشيراً إلى أنه صدر بالفعل قرار بتعيين والده «خيرالله فضل عطيوة»، أميناً عاماً للاتحاد الاشتراكى لمحافظة مطروح، وكان أحد رموز القبائل فى مطروح والصحراء الغربية، وأشار «خير الله» إلى أنه كانت هناك، فى ذلك التوقيت، بعض المحاولات السياسية من جانب الخارجية الليبية لا تنسجم مع السياسة المصرية، فطلب الرئيس السادات مقابلة «خير الله»، بعدما ظهرت بعض عمليات استقطاب لعدد من أبناء قبائل مطروح للذهاب إلى ليبيا، وبالفعل تم اللقاء، وتوطدت العلاقة بين الرئيس الراحل ووالده، الأمين العام للاتحاد الاشتراكى آنذاك، لأنه «نقل للرئيس صورة حية لما يحدث من الواقع الحقيقى»، وأضاف أنه عقب تلك الفترة بدأت تظهر بعض الخلافات على الساحة فى محافظة مطروح، وتم إرسال عدد من الشكاوى إلى رئاسة الجمهورية، بسبب «عدم تمثيل القبائل بشكل جيد فى ترشيحات الاتحاد الاشتراكى لانتخابات مجلس الشعب»، ليتم بعد ذلك إلغاء الاتحاد الاشتراكى، ثم ظهرت المنابر، التى تحولت فيما بعد إلى أحزاب سياسية، لافتاً إلى أن الرئيس السادات قام بتعيين والده أميناً عاماً لحزب «الوسط»، ثم بعد ذلك أميناً عاماً لـ«الحزب الوطنى»، على مستوى المحافظة، وأضاف أنه بعد تكرار الشكاوى من أبناء القبائل إلى رئاسة الجمهورية، قام الرئيس السادات بزيارة مطروح، وجلس مع عمد وشيوخ القبائل، من خلال التنسيق مع أمين الحزب الوطنى بالمحافظة، مشيراً إلى أن اللقاء عُقد داخل خيمة بدوية فى «رأس الحكمة»، وأسفر الاجتماع عن توقيع شيوخ القبائل على اتفاقية لتنظيم الحياة السياسية، وحظيت بتصديق رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن الاتفاقية وضعت فى الاعتبار تعداد كل قبيلة فى التمثيل بالمجالس التشريعية، على أن تكون 50% من المناصب السياسية لقبائل «أولاد على»، و50% للقبائل الأخرى، ومنها قبائل «على الأحمر، والجميعات، والقطعان، والسننة، وأبناء وادى الميل، وأبناء سيوة»، واعتبرت قبائل مطروح هذه الاتفاقية بمثابة «دستور داخلى» ومرجعية لتنظيم الحياة السياسية، ما زال معمولاً بها إلى الآن فى محافظة مطروح، واستكمل بقوله: «مع اعتزاز الرئيس السادات بقبائل مطروح، قرر تنظيم لقاءات دورية لرموز القبائل معه فى منزله فى ميت أبوالكوم بالمنوفية، بخلاف زياراته المتكررة لمطروح، التى كان يلتقى خلالها معهم وهو يرتدى الجلباب، وكأنه واحد منهم، فكانت بينه وبين قبائل مطروح ألفة ومحبة وود، يصب فى النهاية لصالح الدولة، وتنمية مصر والحياة السياسية، والحفاظ على تراب الوطن، من خلال أبنائه المخلصين حراس البوابة الغربية، الذين يقودهم رموز القبائل وعمدها وشيوخ قبائلها وعواقلها، وقيادتها الطبيعية المعروفون فى ذلك الوقت.
وقال اللواء «خير الله» إن الرئيس السادات أصدر العديد من القرارات التى صبت فى مصلحة مطروح، واستفادت منها المحافظة، وزادت من محبة أبنائها للرئيس الراحل، ومن هذه القرارات إعفاء أى مشروع تجارى يقام فى مطروح من الضرائب لمدة 10 سنوات، وعمل معاش للأرامل وكبار السن، وإصدار قرار بمعونة لا تزال حتى الآن تسمى «معونة العربان».