صراع بين القوى السياسية حول هوية المتهمين بقتل طالب هندسة السويس
دخلت القوى السياسية المدنية فى صراع مع التيارات الإسلامية بالسويس حول هوية المتهمين الثلاثة بمقتل أحمد حسين عيد، طالب الهندسة، ففى الوقت الذى ترى فيه القوى والأحزاب المدنية أنهم متطرفون دينياً، خرجت التيارات والأحزاب الإسلامية لإقناع الرأى العام بأن المتهمين ملتزمون دينياً فقط، والحادث جنائى عابر مثله مثل الحوادث التى تحدث بصورة لحظية دون ترتيب.
أحمد الكيلانى المحامى، عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير، يرى أن المتهمين الثلاثة، وليد حسين، وعنتر، ومجدى فاروق، متطرفون دينياً، ومتشددون، واللواء عادل رفعت مدير أمن السويس يعرف ذلك جيداً، ولكنه حاول تضليل الرأى العام لأسباب غير مفهومة.
وأكد الكيلانى أن أحد شيوخ مسجد النبى موسى صرح فى وسائل الإعلام بأن الثلاثة كانوا دائمى التردد على المسجد، وأن المتهم وليد مقيم شعائر، ومجدى فاروق محفظ قرآن.
ووصف طلعت خليل، أمين حزب غد الثورة بالسويس، الحادث بأنه حادث إرهابى ويمثل خطورة بالغة على أمن واستقرار المجتمع، لافتاً إلى أنهم كأحزاب مدنية ليسوا ضد تيار الإسلام السياسى، سواء الإخوان أو السلفيون، أو حتى الجماعة الإسلامية ولكنهم أمام قضية إرهاب واضحة مكتملة الأركان.
واتهم خليل وزير الداخلية ومدير أمن السويس بتضليل الرأى العام، ومحاولتهما تصوير الحادث على أنه جنائى، وعبر عن مخاوفه من انتماء المتهمين الثلاثة لأى خلية لجماعات إسلامية متشددة، مطالباً السلطات بالتعامل مع الحادث فى حجمه الطبيعى بعيداً عن مجاملة أحزاب وتيارات الإسلام السياسى حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث وتدخل مصر وقتها فى نفق مظلم من المستحيل الخروج منه.
واتفق معهم على أمين، القيادى الوفدى، مؤكداً أن المتهمين الثلاثة متطرفون دينياً، وأن الحادث سيشكل خطورة بالغة على المجتمع الذى أصابه الرعب، وطالب برحيل مدير أمن السويس بعد تصريحاته المتضاربة حول الحادث رغم حساسيته وخطورته على المجتمع.
وعلى الجانب الآخر، ترى التيارات الإسلامية أن الحادث جنائى عادى يقع يومياً ولا يتعدى كونه مشاجرة وليدة اللحظة، حيث أكد الشيخ عبدالخالق محمد عبدالخالق، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الأصالة السلفى أنه يعرف جيداً المتهم وليد حسين ويشاهده عند ذهابه لمسجد النبى موسى لإلقاء خطبة الجمعة، ويعرف أنه دائم التردد على هذا المسجد، ولم يلاحظ عليه أى تطرف دينى كما يدعى البعض، مستدركاً أن المتهمين الآخرين لم يشاهدهما من قبل داخل المسجد، ولكنه يعرف أن المتهمين الثلاثة ملتزمون دينياً مثلهم مثل أى مسلم يواظب على الفرائض الإسلامية، وأن الحادث لا يخرج عن كونه حادثاً جنائياً.
وكشف الشيخ عبدالخالق عن أن هناك أيادى خفية سواء داخل مصر أو خارجها تحاول استغلال تلك القضية لنشر الفتنة وتصوير الإسلام فى صورة الإرهاب لخدمة دول الغرب، ودلل على ذلك بأن الإعلام الغربى اهتم بالقضية، ووصف المتهمين بالتطرف الإسلامى قبل حتى الكشف عن هويتهم كما حدث فى الصحف الإسبانية.
من جانبه، نفى الشيخ أحمد الراوى، عضو مجلس الشورى عن حزب النور بالسويس، ما تردد عن أنه خرج بوسائل الإعلام وأكد أن المتهمين الثلاثة دائمو التردد على مسجد النبى موسى، موضحاً أن مسئولاً داخل المسجد هو الذى صرح بهذا الكلام.
وأوضح الراوى أنه خطيب فقط داخل المسجد ولم يشاهد إلا المتهم وليد حسن يتردد على المسجد ولم يلاحظ عليه أى تشدد أو تطرف دينى كما يتردد، مؤكداً أنه شخص ملتزم للغاية ويتميز بالأدب والاحترام فى تعامله مع الآخرين.