صحيفة أمريكية: مؤتمر بين «الظواهرى» وإسلاميين وراء غلق السفارات
كشفت صحيفة «دايلى بيست» الأمريكية، فى تقرير لها أمس، أن إغلاق السفارات الأمريكية فى الشرق الأوسط وأفريقيا، تقرر بعد اعتراض مؤتمر عبر الهاتف بين أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، ومسئولين فى فروع التنظيم بعدد من الدول، وأن الظواهرى عين خلال هذا المؤتمر، ناصر الوحيشى زعيم القاعدة فى جزيرة العرب، ومقره اليمن، مديراً عاماً للتنظيم والرجل الثانى فيها.
وقال مسئول أمريكى -رفض الكشف عن هويته- للصحيفة، إن واشنطن تعتبر فرع «القاعدة» فى جزيرة العرب، الفرع الأكثر نشاطاً فى التنظيم، وأشار إلى أن ممثلين عن «القاعدة» فى المغرب الإسلامى والدولة الإسلامية فى العراق والشام وحركات أوزبكستان الإسلامية وطالبان الباكستانية وبوكو حرام النيجيرية، وإسلاميين من سيناء، شاركوا فى المؤتمر الذى عُقد عبر الهاتف.
وقال مسئول أمريكى آخر: يكفى أن نرى قائمة الأماكن التى قررنا إغلاقها لتكوين فكرة عن المخطط، مضيفاً: وجود إسلاميين ناشطين فى شبه جزيرة سيناء يبرر قرار إغلاق السفارة الأمريكية فى تل أبيب، وقال: خلال المؤتمر تم الحديث بعبارات غير واضحة عن مخطط لتنفيذ اعتداءات، ونشر مجموعات لتنفيذها.
وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مساء أمس الأول، إن «النواة الأساسية لتنظيم القاعدة سائرة إلى الهزيمة»، داعياً للنظر بجدية فى التهديدات المتطرفة الأخيرة ضد المصالح الأمريكية، وأثنى أوباما على قوات الجيش الأمريكى التى انتشرت فى أفغانستان خلال السنوات الـ 12 الأخيرة، قائلاً: بفضلكم، تلقت قيادات القاعدة الضربة تلو الأخرى، النواة الأساسية للقاعدة فى أفغانستان آخذة فى الهزيمة، لكن بالتأكيد نهاية الحرب هناك لا تعنى نهاية التهديدات ضد بلدنا، خاصة أن أفرع التنظيم فى الدول الأخرى تهدد واشنطن باستمرار.
وقالت الأمم المتحدة، فى تقرير لها أمس، إن «القاعدة التى تصدعت وضعفت، لكن ما زالت تمثل تهديداً قوياً، والمجموعات المتحالفة معها ما زالت فى طور التقدم والتطور فيما يتعلق بالأهداف والتكتيك والتكنولوجيا»، وحسب التقرير، الذى أرسلته مجموعة من خبراء الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، فإن أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، أظهر القليل من القدرة على توحيد وقيادة المجموعات المرتبطة بالتنظيم.
وأضاف التقرير: «النواة الصلبة للقاعدة لم تتطور منذ 6 أشهر، وقياداتها فى المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان ما زالت تنشر التصريحات، لكنها غير قادرة تماماً على قيادة عمليات بشكل مركزى»، محذراً من أن «انخفاض القدرات الفعلية وتراجع القاعدة لا يعنى مع ذلك أن تهديدها بشن هجمات قد تلاشى».
وأحيا الرئيس الأمريكى مساء أول أمس، ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية التى شنتها «القاعدة» ضد السفارتين الأمريكيتين فى كينيا وتنزانيا عام 1998، مؤكداً أنه لن يسمح بوقوع مثل هذه الهجمات فى المستقبل.
وفى ظل الاستنفار الأمنى، الذى تشهده اليمن بعد تحذيرات واشنطن من احتمال استهداف البعثات الدبلوماسية الغربية فى هجمات إرهابية، فى عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشمال آسيا، قررت هولندا سحب جميع عناصر بعثتها الدبلوماسية فى اليمن، بعد مخاوف من تعرضها لهجمات إرهابية.
وقالت وزارة الخارجية الهولندية، فى بيان أمس، إن «هذا الإجراء جاء بعد معلومات جديدة عن أن عدة دول غربية هى أهداف قوية لهجوم إرهابى فى المستقبل»، مؤكدة أن هولندا من بين تلك الدول، وأعلنت السلطات اليمنية إحباط مخططات كبيرة لـ «القاعدة»، للسيطرة على مدينتين فى الجنوب ومنشآت نفطية، لاستهداف غربيين يعملون فيها، فى ظل استمرار حالة الاستنفار الأمنى الذى تشهده اليمن بعد تحذيرات واشنطن من وقوع هجمات إرهابية ضد البعثات الدبلوماسية الغربية.