في "نجع الجرارة" بمطروح.. "الأهالي" يشترون الذبائح للغلابة
ابناء القبائل خلال تجمعهم فى بيت عرب بمطروح
عادات وتقاليد تتميز بها قرى ونجوع محافظة مطروح عن غيرها من مدن ومحافظات مصر، ففي نجع الجرارة بقرية أبومزهود بمركز ومدينة سيدي براني غرب مطروح مثله مثل باقي نجوع المحافظة، يكون للعيد معان أخرى غير موجوده في العديد من المجتمعات، فتجد التكافل الاجتماعي بين الأهالي، ليشتري الغني للفقير ذبيحة العيد، ويتجمع أفراد القبيلة في بيت كبير النجع، ويأكلون لحمة العيد في ود ومحبة.
العيد في الصحراء الغربية خاصة القرى والنجوع بمطروح له مذاق خاص، فالكل يعيش على الفطرة، نحتفظ بعادات وتقاليد أجدادنا القديمة التي ورثناها عنهم منذ عقود، بهذه الكلمات عبر العمدة قاسم الجراري عمدة قبيلة الجرارة عن مظاهر العيد بين القبائل في مطروح.
وقال، إنه لا يزال هناك الاحتفاظ بالعادات والتقاليد فى القرى، والتي اختفت من المدن نفسها حتى في مرسى مطروح المدينة عاصمة المحافظة نفسها، لتمدن سكانها ومواكبتهم التطور التكنولوجي ووسائل الاتصالات الحديثة، إلا أن سكان الصحراء والنجوع يحظون بالعادات والتقاليد، حيث سأل أهالي نجع الجرارة عن البيوت التي لم تشتري الأضحية، ويعرفوا كم أسرة لم تستطع الشراء، وتوفر ذبائح العيد لهم.
واستكمل، هناك بعض الأشخاص الأغنياء من كبار المربيين للأغنام يتبرعون بالأغنام لغير القادرين، وأعرف منهم شخص يتبرع سنويا بـ10 ذبائح، ويطلب عدم معرفته حتى يأتيه الثواب من عند الله، ومن أهم عاداتنا بالعيد، التجمع في بيت كبير النجع من أهالي القبيلة، فكل قرية يكون بها 200 بيت يتجمع كل 5 بيوت وأسرهم بأبنائهم من مختلف الأعمار في بيت كبيرهم، وهو ما حدث بالفعل عندنا، حيث ذبحنا الخراف، وسوينا اللحوم، وجهزنا الصواني مملوءة باللحم والأرز الأحمر على الطريقة البدوية.
وتابع، ذهبنا وكل أسرة إلى بيت كبير النجع الحاج "ذكري حسين" البالغ من العمر 110 عاما، وجلسنا مع الأطفال والشباب والرجال، وتجمعنا كلنا وهى ما نسميه عدننا بـ"لمة العيد"، وأكلنا جميعا وعيدنا على بعض، ولا نشعر بالعيد إلا اذا تجمعنا سويا، أهال وأقارب وجيران في أقرب بيت به كبير المنطقة، وهو كبير السن، وليس كبير المنصب، أو الجاه، أو السلطان.
واستطرد، ويمكن أن يجلس طبيب أو محام أو مهندس أو صاحب منصب في المجتمع كأحد الأفراد، وكبيرنا طبقا لتقاليدنا هو كبير السن، حتى بغض النظر عن تعليمه، وممكن يتجمع أفراد من قبيلة السناقرة، والجرارة، والجبيهات، وعائلة عميرة في بيت كبير النجع، وكبير القرية أيا كانت قبيلته، وهو ما يحدث عندنا أيضا بمدينة النجيلة، فتختلف وتتعدد القبائل، والعادات، والتقاليد، والموروثات واحدة يحترمها ويطبقها الجميع.
ويضيف العمدة، تعد هدية السيدات لأسرهم من لحمة العيد من العادات المهمة، فبعد ذبح الأضاحي تذهب سيدة البيت إلى أهلها ومعها أبناءها تزورهم، فلابد وأن تأخذ معها ربع الذبيحة تهديها لهم، وأثناء عودتها يهديها أهلها حالة استطاعتهم لحمة من العيد، وتقول لزوجها أثناء تقطيع الأضحية، "اقطعلي الربع لأهلي" فيقطعها ويجهزها لها.
وتابع العمدة، أنه سعيد لأنها من باب المودة والمحبة، ويغلب على العيد بمطروح وبين قبائلها صلة الأرحام، وأن يذهب الصغير للكبير، ويلتف الجميع في بيت واحد يتسامرون، ويسهرون، ويصلون أرحامهم، ويتوددون لبعض، فالغني يعطى الفقير، حتى متوسطي الحال يتكافلون بالبسطاء غير القادرين، واليتامى، والأرامل، حتى لا يشعرأحد بالوحدة، ويشعر الكل ببهجة العيد.