«دمهوج» بقويسنا.. تحصل على موافقة بـ«مدرسة ثانوى».. و«الأبنية» ترفض التنفيذ منذ سنوات
فصول الدور الثالث بمدرسة دمهوج مغلقة
فى قرية دمهوج، التابعة لقويسنا، مبنيان لمدرستين ابتدائيتين، تسعى مديرية التربية والتعليم بالمنوفية لدمجهما فى مبنى واحد، ومدرسة واحدة، بطاقم تعليمى وإدارى واحد، وهو الأمر الذى يعنى غلق مدرسة وسحب ترخيصها، ومدرسة ثالثة «مستأجَرة» تم إغلاقها منذ عدة سنوات دون استفادة منها، ورابعة عبارة عن مبنى حديث لمدرسة إعدادية، مكون من ثلاثة طوابق بفناء كبير وتجهيزات معامل حديثة، مستغَل منها طابقان فقط للمدرسة الإعدادية، وتبقى فصول الدور الثالث مغلقة.
رغم هذا العدد الكبير من المدارس والفصول غير المستغلة، لا يوجد فى القرية مدرسة ثانوية، الأمر الذى دفع الأهالى للتقدم بشكوى لمحافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط، فوافق على الفور باستغلال أى من المدارس الموجودة للتعليم الثانوى، ومنحهم تأشيرة «عاجل»، إلا أن هيئة الأبنية التعليمية صدمتهم ورفضت تنفيذ القرار، بحجة أنها تحارب نظام الفترتين ولا ترغب فى تشغيل مدرسة ثانوية بنظام الفترة المسائية، على الرغم من أن غالبية القرى والعزب المحيطة تعمل بنظام الفترة المسائية فى المرحلة الثانوية.
«عرفان»: «عيالنا بيمشوا 5 كيلو عشان يروحوا المدرسة.. ومشاكل يومية وصلت إلى خطف البنات»
وقال عرفان شلبى، مدير المدرسة الإعدادية، أحد أهالى القرية، إن قرية دمهوج تبعد عن قرية شبرا بخوم التى يوجد فيها المدرسة الثانوية نحو خمس كيلومترات، ويضطر الطلاب للذهاب إليها مترجلين عبر «مدق» يتخلل «الجناين والغيطان» وغير صالح للسير، ويضطر بعض الطلاب لتفادى المرور من هذا الطريق، خاصة الفتيات، لركوب سيارات الميكروباص التى تقطع بهم وقتاً ومسافة أطول، وبصرف النظر عن بعد المسافة وسوء حالة الطرق، وعدم توافر سيارات فى أيام الزحمة، فإننا نعانى من وقوع مشاكل عديدة بين طلاب من قرية شبرا بخوم وطالبات من أهالى قريتنا دمهوج، استطعنا حلها من خلال الجلسات العرفية، باستثناء المشكلة الأخيرة التى قام فيها أحد أبناء «شبرا بخوم» باختطاف إحدى بناتنا، وبعد إعادتنا لها قمنا بالتحويل لها إلى مدرسة كفر بنى غريان لتفادى تكرار هذه الأزمة.
وأضاف «عرفان» أن كل الكفور والقرى الصغيرة المحيطة بقرية دمهوج يوجد فيها مدارس للتعليم الثانوى، رغم أن أعدادهم أقل بكثير من أعداد الطلاب فى قريتنا، التى يوجد بها 4 مدارس ابتدائى وإعدادى، ويخرج منها ما لا يقل عن 45 طالباً للمرحلة الثانوية كل عام، بما يعنى أننا فى حاجة إلى ثلاثة فصول للتعليم الثانوى فقط، وهذه الفصول متوافرة فى أكثر من مبنى، لا ينقصنا سوى موافقة مديرية التربية والتعليم على توفير طاقم إدارى وتعليمى للمدرسة.
«الشيخ»: «المسئولين قاعدين فى المكاتب ومحدش فيهم بينزل يحل الأزمة»
وقال الشيخ السيد عبدالمنعم، وكيل وزارة بالمعاش، أحد أبناء القرية، إن مديرية التربية والتعليم تسعى حالياً لدمج مدرستين ابتدائى مع بعضهم البعض، بما يعنى ضم كل الطلاب فى مدرسة واحدة، ومن ثم زيادة الكثافة لأكثر من 120 طالباً فى الفصل الواحد، وهو ما لا يتناسب مع كل الأعراف التعليمية، والأهم من ذلك «إنهم عاوزين ياخدوا مننا مدرسة من غير سبب واحد، المدرسة دى هنعوضها إزاى فى المستقبل لما عيالنا تكتر والعدد يزيد، يعنى يبقى عندنا المدارس ونسيبها تتقفل وبعدين يبقى عيالنا يجروا عليها فى المستقبل عشان يرجعوها تانى، ويا عالِم هيعرفوا ولا لأ؟».
وأضاف «الشيخ السيد» أن ولى الأمر الذى لديه ثلاثة طلاب فى الثانوية العامة، يحتاج إلى ثلاثين جنيهاً على الأقل صباح كل يوم من أجل ذهابهم وعودتهم إلى قرية شبرا بخوم، بخلاف مبلغ 20 جنيهاً للذهاب والعودة من الدروس الخصوصية، وفى حالة تركهم للذهاب والعودة عبر «المدق»، «هيسيب شغله ويقعد جنبهم عشان يوديهم ويجيبهم، خوفاً من العار والفضيحة، أو إن عياله يحصل لهم حاجة من اللى بقت متكررة كل يوم»، وفى كلتا الحالتين يفقد الطالب أكثر من نصف يومه فى ركوب المواصلات أو الترجل على قدميه، وهو ما يجعله غير قادر على المذاكرة إلا فى أضعف الحدود، وفى حالة موافقة مديرية التربية والتعليم بالمنوفية على فتح فصول «ثانوى»، سوف يستريح أبناء قريتنا من تلك «الحسبة» المعقدة، ومعهم عدد غير قليل من أبناء خمس عزب تقع على أطراف قريتنا: «المسئولين قاعدين فى المكاتب فى التكييف ومحدش فيهم بينزل على أرض الواقع، لو حد كلف نفسه ونزل هيعرف الحقيقة ويحل الأزمة فوراً».