ضفيرة
بعد أن رأت بعض الشعيرات البيضاء فى مرآتها، امتعضت وشعرت بحالة من السوء، لم تقل شيئا لكن بدا واضحا على وجهها شعورها بالضيق من ذلك الغزو الأبيض الذى أصابها قبل أن تجاوز نصف العقد الثانى، وقالت بهدوء «شكلنا كبرنا!».
قلما قابلت فتيات فى حياتى لا يخفن السن أو إنذار الشيب، بل أحاول أن أتذكر إحداهن فلا أجد، لم أقابل إلى الآن واحدة تستطيع أن تخبرنى بسنها بمجرد تعارفنا.. جميعهن يحاولن الظهور بسن أكبر فى أواخر العقد الأول، ويقاومن رغبتهن فى الاعتراف بالسن فى النصف الثانى من العقد الثانى.
لم أعش حيوات أخرى لكننى أؤمن بكل من قال بأن كل سن له طبيعة وبهجة خاصة ومميزة، وأن الرحالة فى هذا الزمن يستطيع أن يقتنص كل ما يطيب له فى كل مرحلة عمرية.
والسؤال الذى يحتاج قدرا من المصارحة وأترك لكن مساحة المرة القادمة للحديث حوله، لماذا تخشى الفتيات قطار العمر بهذه الدرجة؟ وهل يوجد لكل عمر حلاوة مختلفة؟
يمكنكن أن تعترفن بصراحة عن عدد المرات التى اضطررتن للكذب فيها بشأن أعماركن، والأهم من كل ذلك يمكنكن الوقوف أمام المرايا، والتمهل قليلا فيما يخطه الزمن فينا والبوح بجملة تلخص كل ذلك: «شكلنا كبرنا!».