في الذكرى الـ15 لـ«خطاب بوش».. أمريكا حضرت «عفريت الإرهاب» ولم تصرفه
جورج دبليو بوش
عقب هجمات 11 سبتمبر، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش حرباً عالمية على الإرهاب، حيث أمر بحرب أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان والقاعدة.
وفي خطاب حالة الاتحاد لسنة 2002 أكد بوش أن «محور الشر» الذي يضم كوريا الشمالية وإيران والعراق كان يهدد السلام العالمي ويشكل خطراً كبيراً ومتزايداً، بحسب قوله.
وأكدت إدارة بوش على حد سواء، حقها وعزمها على شن «حرب وقائية» واصلت المعارضة انتقادها لقيادة بوش في الحرب على الإرهاب وزادت انتقادها الحرب على العراق.
من جانبه، قال العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني في شؤون الإرهاب، إن خطاب الرئيس الأمريكي بوش، كان بداية تصدير الإرهاب إلى العالم، حيث أقنع الجميع بوجود إرهاب لا بد من مكافحته، بينما يوجد على الجانب الآخر شكوك وتساؤلات كثيرة حول تحقيقات لجان تقصي الحقائق بشأن أحداث 11 سبتمبر، والتي أشارت إلى إمكانية تورط أجهزة أمريكية مخابراتية في الأمر.
وأضاف صابر لـ«الوطن» أن كلمة بوش الشهيرة في خطابه ذلك الوقت «من معنا فهو ضدنا» تعبر عن الوضع الذي وصل إليه العالم حاليا من نزاعات وصراعات، بجانب الفشل الذريع لأمريكا خلال حربها المزعومة، حيث لم تنتصر في أي حرب برية خاضتها، ما كلف الاقتصاد الأمريكي مبالغ طائلة دون أدنى فائدة.
وأوضح أن الولايات المتحدة كانت الداعم الأول للإرهاب في المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث عملت على إنشاء تنظيم القاعدة لمحاربة روسيا في أفغانستان أولا، وبعد انتهاء الحرب حافظت عليها لاستغلال الثروات في تلك المنطقة.
وأشار إلى أن أوباما كان سببا رئيسيا في ظهور التنظيمات المتطرفة على سطح المشهد العربي خلال السنوات الأخيرة، ثم ظهر تنظيم داعش بعد ذلك لإبقاء الأوضاع كما هي، واستمرار استغلال ثروات المنطقة العربية، وإنشاء سوق دائمة ومتعطشة للأسلحة الأمريكية، مثلما يحدث في سوريا وليبيا واليمن.
ورجح أن الوضع قد يشهد توافقا بقدر ما بعد اتفاق الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب مع الخليج في زيارته الأخيرة بمليارات الدولارات، لكن يظل الأمر مرهونا بالمصالح الأمريكية في النهاية فإذا رأت أن تقويض التنظيمات الإرهابية في صالحها سوف تدعم ذلك، والعكس صحيح.
فيما أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أمريكا سبب الإرهاب في العالم أجمع من خلال اختلاق أزمات تعود عليها بالنفع اقتصاديا وسياسيا، والدليل على ذلك تحدثها عن شرق أوسط جديد، ووجود تحليلات حول اتجاه أمريكا لإنشاء واقع «سايكس بيكو» جديد من خلال تقسيم مصر طائفيا، والدول العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة.
وأضاف نور الدين، لـ«الوطن»، أن هذا يتضح من خلال مواقفها في الأزمات العربية حيث تدعم تأجيج الصراع بين السنة والشيعة، وكذلك الصراع في سوريا وليبيا وإثارة الفوضى، مشيرا إلى ضياع سوريا كدولة متحدة لولا دخول روسيا كطرف أساسي على الأرض والمفاوضات السياسية، مستدركا أن روسيا تدخلت لمصالحها كذلك لكن جاء هذا متوافقا مع مصلحة سوريا.
وأوضح أن أمريكا تمتلك أدوات متعددة لتنفيذ مساعيها منها توفير السلاح والتمويل للجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، وكذلك الحرب بالوكالة من خلال أطراف داخلية، مشيرا إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما أنها تتعلل بحقوق الإنسان على جانب آخر بقصد تركيع الدول ومحاصرتها.
وفي نوفمبر 2003، نفذ تنظيم «القاعدة» هجوما بشاحنة مفخخة يستهدف مجمعا سكنيا بالرياض أسفر عن سقوط 17 قتيلا و100 جريح، وفي الأول من مايو 2004 تم الهجوم بمدينة ينبع أدى إلى قتل 6 غربيين، وفي 29 مايو 2004 اقتحم مسلح مجمعا سكنيا في الخبر واحتجز العشرات من الرهائن، أغلبهم موظفون في شركات نفط أجنبية، وخلفت العملية مقتل 19 غربيا وتمكن المهاجم من الفرار، وفي ديسمبر 2004، هاجم مسلحون مقر القنصلية الأمريكية بمدينة جدة، وخلف الهجوم خمسة قتلى من عمال القنصلية، إضافة إلى مقتل المهاجمين.
وحاول التنظيم في 25 ديسمبر 2009 تفجير طائرة ركاب تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت، وحاول اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي، في 28 أغسطس 2009 بمدينة جدة، في عملية قام بها الانتحاري عبد الله العسيري الذي مثل دور عضو تائب من القاعدة في شبه جزيرة العرب.
وفي 28 مارس 2012 اختطف تنظيم القاعدة في اليمن نائب القنصل السعودي عبد الله الخالدي، في مدينة عدن من أمام منزله أثناء ممارسته مهامه الوظيفية في منح المواطنين اليمنيين تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب وغيرها، بحسب بيان «الداخلية السعودية» آنذاك.
وارتفعت موجة متصاعدة من الغضب في العالم الإسلامي، تجاه القاعدة وفروعها، وحذر علماء دين ومقاتلون سابقون ونشطاء من تكفير «القاعدة» للمسلمين، وقتلها لهم في الدول الإسلامية، وخاصةً العراق.
انتقد علناً نعمان بنعتمان الأفغاني العربي والعضو السابق في الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة، في رسالة مفتوحة، أيمن الظواهري في نوفمبر 2007، بعد إقناعه قادة جماعته السابقة المسجونين بالدخول في مفاوضات سلام مع النظام الليبي.
وفي الوقت الذي أعلن فيه أيمن الظواهري انتساب الجماعة لتنظيم القاعدة، وفي نوفمبر 2007، أطلقت الحكومة الليبية سراح 90 من أعضاء الجماعة من السجن، وبعد عدة أشهر في وقت لاحق «قيل إنهم تخلوا عن العنف».
في عام 2007، ومع اقتراب الذكرى السنوية السادسة لهجمات 11 سبتمبر، قام الشيخ سلمان العودة رجل الدين السعودي وأحد آباء الصحوة، بتوبيخ أسامة بن لادن، حيث وجَّه خطابا إلى زعيم القاعدة على قناة «إم بي سي»، شوهد على نطاق واسع في شبكة تليفزيون الشرق الأوسط، وخاطبه قائلا: «أخي أسامة، كم من الدماء أريقت؟ وكم من الأبرياء والأطفال والمسنين والنساء قد لقوا مصرعهم، تحت اسم القاعدة؟ هل ستكون سعيدا للقاء الله سبحانه وتعالى، وأنت تحمل عبء مئات الآلاف أو الملايين من الضحايا على ظهرك؟».
أما عن تنظيم «التوحيد والجهاد» في بلاد الرافدين أو «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» هو اسم لجماعة عسكرية تصنف على أنها من أخطر الحركات الإرهابية في العالم، كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي في العراق الذي قُتل بعد استهدافه بضربة جوية استهدفت منزلا كان يقطن به في محافظة ديالي.