«شرارة».. هدمتها «الوزارة» وبناها الأهالى.. وحملة تبرعات لإقامة 4 فصول
أحد فصول مدرسة «شرارة» القديمة
فى أقصى شرق محافظة الشرقية وعلى بعد 25 كيلومتراً فقط، تقع عزبة شرارة الكبرى، إحدى عزب مركز الحسينية، ومدرستها التى تأسست فى 1978 تهالكت، حيث بُنيت من الطوب الأبيض الجيرى ومسقوفة بعوارض خشبية وبوص، بعد شكاوى عدة تقدم بها أهالى العزبة لتطوير المدرسة القديمة، حيث تتسلل الثعابين من مصرف لا يبعد عن سور المدرسة سوى متر واحد وسط حشائش كثيفة نبتت على أطراف المصرف، المدرسون يقومون بقتل الثعابين أمام التلاميذ، وهو أمر عادى ومشهد معتاد، بحسب مجدى سليمان البقرى، أحد أهالى القرية، رئيس مجلس الأمناء بالمدرسة، مشيراً إلى أن الشكاوى الكثيرة لترميم المدرسة أحرجت المحافظة ما جعلها تقرر هدمها تهرباً من المسئولية، حسب قوله.
يضيف «البقرى» أن المحافظة أصدرت قراراً بهدم المدرسة يوم 2 أبريل الماضى، وتم الهدم فى 2 مايو الماضى، ما أثار اعتراض أهالى القرية، الذين لجأوا إلى إعادة إنشاء المدرسة من جديد على نفقتهم الخاصة من خلال فتح صندوق للتبرعات، معلقاً: «بقينا نلم تبرعات من الناس اللى يدفع 20 جنيه واللى يدفع 50 أو 100 أو ألف، أكتر واحد جاب تبرع كان دكتور شغال فى شركة أدوية أبوه مات، راح مطلع 10 آلاف جنيه على روحه جابهم هنا، ولمينا من بعض وشفنا مقاول يبنى 4 فصول نكمل بيهم الفصول اللى موجودة علشان نلحق نشغل المدرسة قبل الدراسة».
رئيس «أمناء المدرسة»: جمعنا 115 ألف جنيه.. وتجار مواد البناء ساهموا بتقديم خصومات.. والمسئولون تهربوا من إصلاحها بإصدار قرار بهدمها فى مايو الماضى
وأوضح أن أهالى القرية جمعوا 115 ألف جنيه حتى الآن، لبناء 4 فصول، حيث قرار الهدم شمل جزءاً من المدرسة كان قديماً، بينما كانت هناك 6 فصول أقامتها هيئة الأبنية، وكان من المفترض أن تستكمل البناء، لكن قرار هدم المدرسة جاء ليقضى على أمل أهالى القرية فى تجديد المدرسة.
ويشير «البقرى» إلى أن أقرب مدرسة تقع على بعد 7 كيلومترات وهى مدرسة «جهيونة الابتدائية»، وتكلفة نقل الطفل إلى هذه القرية 20 جنيهاً للذهاب فقط، وهو ما يكبد أهالى القرية عبئاً مالياً كبيراً، معلقاً: «لما كل طفل أهله يدفعوا 40 جنيه رايح جاى كل يوم يبقى هياكلوا منين ويشربوا منين، وفين مصادر الدخل أصلاً، علشان كده عملنا نفس تصميم الفصول بالتبرعات 5 أمتار فى 6 أمتار ونصف مساحة كل فصل، وننوى إن شاء الله فتحها مع بقية المدارس».
وتابع: «المدرسون فى المدرسة من العزبة والعزب المجاورة وعلى دراية بما يجرى ومستعدون لبدء الدراسة مع الموعد الرسمى، واستكمال التعليم دون أى تغيير، حتى لا يتسرب عدد كبير من أطفال القرية، دون انتظار الدولة التى تهمل تعليم أبنائهم»، وقال: «كل ده بيتم فى غياب الدولة، دول حتى ما حدش جه من عندهم يشوف إحنا بنعمل إيه أصلاً بنهدم ولا بنبى ولا أى حد جه يشوفنا بنخرب ولا بنبى ولا بنعمل إيه بالظبط».