«محمد» يصلح الثلاجات ويبحث عن أصحابها: «سابها من 16 سنة»
«محمد» خلال صيانة الأجهزة الكهربائية داخل ورشته
ضاق عليه المحل رغم اتساعه، أجهزة لا يخلو المكان من أحدها، إلا على «البنك» الذى ينكفئ عليه أثناء عمله، فى إصلاح الأجهزة الكهربائية، يتمنى لو تخلص من كل الأجهزة التى بحوزته، إما ببيعها أو بأن يستردها أصحابها، فما قيمة أن يظل حارساً على ثلاجة أو غسالة طيلة 16 عاماً: «لا باستفيد منها ولا صاحبها فاكرها؟»، لكن تظل الأمانة وتلبية وصية والده عائقاً أمام محاولات التصرف فيها: «ورثت المحل بالأجهزة اللى فيه، أصحابها جابوها يصلحوها ونسيوها، لا دفعوا تمن التصليح ولا جم ياخدوها تانى».
يجلس محمد سيد، الشهير بـ«تلاجة»، داخل ورشة صيانة الأجهزة الكهربائية، ممسكاً بمفك وكماشة لفصل رأس مروحة عن بعضها، ثم يعود بظهره إلى الوراء لالتقاط أنفاسه: «المحل ده بقاله 40 سنة، أبويا الله يبارك له فتحه وأنا مكمل على نفس الخط.. بشتغل فى المحل من 15 سنة، بس التلاجة دى أقدم منى والله»، قالها ثم دخل فى نوبة ضحك قطعها ليوضح: «واحد زمان جابها لأبويا يصلحها ولما صلحناهاله ماجاش خدها، ومع الوقت مابقناش نشوفه ولا عارفين له مكان»، ثم يشير بيده إلى أخرى استقرت إلى جوارها، موضحاً أنه طلب من والده أن يخبره عن اسم صاحبها وسيتجه للبحث عنه ليعطيها له دون مقابل.
ورث الورشة عن والده بالأجهزة الموجودة فيها
الشاب الذى أتم دراسته بمعهد السياحة والفنادق لا يفهم على وجه التحديد سر التصرف الغريب من قبَل بعض الزبائن، لكنه يعزو الأمر إلى أنه قد يكون أحدهم يرغب فى التجديد، أو لا يملك ثمن التصليح وينتظر فترة معينة لاسترداد ما يخصه: «مابقتش فاهم دماغ الزبون فيها إيه، بس لو عرفت واحد منهم بروح له وأقول له خد حاجتك ومش عايز فلوس، المهم أفضّى المكان عشان أجدد».