حينما يجتمع حماس ذكري نصر أكتوبر مع فرحة التأهل لكأس العالم لن يستطع أحدكم كبح جماح طاقته الوطنية.
منذ أربعة أيام عكفت على مشاهدة اﻷفلام الوطنية "أغنية على الممر، الرصاصة لا تزال في جيبي" وأخيرا "إعدام ميت"، وما ادراكم ما "إعدام ميت"، إنه مزيج من المشاعر الوطنية مختلطة بالرومانسية مغلفة بموسيقى عمر خيرت، إنها حقا لوجبة شاحذة للحماس.
وبالطبع لم أنسى مشاهدة خطب السادات قبل وبعد الحرب، فرغم ما سمعته عن مساوئ الانفتاح الاقتصادي، إلا إنه سيظل المحبب لقلبي من بين حكام الماضي، فأنا أرى فيه قائد جيوش مخضرم وألمس في لهجته عزة صادقة بالوطن.
ثم لم أكد أخرج من حماس ذكرى النصر حتى تحدث المعجزة ويتأهل المنتخب لمونديال كأس العالم، رغم أني لم أفهم يوما الحكمة في لعبة كرة القدم من الركض خلف كرة، ولم أكن يوما من متابعيها، لكنني أعي جيدا حجم الدعاية العالمية لمصر بعد هذا التأهل، مما سوف يعود على السياحة ببالغ النفع.
أفهم جيدا تعطشي وتعطش الكثيرين لهتاف يعلو فيه اسم مصر ممزوجا بكلمات النصر، أفهم جيدا فرحة صغار يأخذون عمليا درسا في الانتماء.
لن أستطيع وصف فرحتي بهدف الفوز، فقط أتذكر تلك الصيحات الطاردة للبلغم وقراري بأن أطبق هذا الحماس عمليا على صعيد العمل والعائلة، لا جزع من أحوال الوطن ولا رؤية للمستقبل إلا على أرضه.. هذا عني.. ماذا عنكم اﻵن؟
هيا دوركم.. أطلقوا العنان لعقولكم تتخيل وطنا أفضل، كل شخص فيه يحمل مسؤليته من موقعه الصغير، اعترفوا بحبكم لهذا البلد.
إلى أن أفقد حماسي ثانية، أترككم في رعاية الله.
دمتم فخورين ودمتم متحمسين.