من «الجزارة» إلى «الملابس الداخلية» رحلة «عبدالعزيز» مع «اللحمة»
محل الجزارة بعد أن تحول لمحل ملابس
حالة من الاستغراب تعترى زبائنه حين يدلفون للمحل من أجل شراء الملابس الداخلية الحريمى فتفاجئهم عدة الجزارة، «قُرمة وسواطير وخطافات لتعليق اللحوم»، تجذب حالته تلك الأنظار وتدفع المارة لسؤال البائع حول البضاعة التى لا تتسق مع طبيعة المكان بأى حال.
23 عاماً هى عمر المحل فى بيع اللحوم، ينظر له «عبدالعزيز عزت» بأسى متمنياً أن يعود يوماً ما إلى سيرته الأولى، لكن غلاء اللحوم يوماً بعد آخر ووصول ثمنها إلى أكثر من 140 جنيهاً، وقلة إقبال الزبائن دفعاه إلى تغيير البضاعة إلى حين إشعار آخر: «أنا رب أسرة وعندى أولاد بيدرسوا برضه، ولو فضلت حاطط إيدى على خدى مش هكسب حاجة» يحكى عبدالعزيز عزت، الذى يدرس أكبر أولاده بأحد المعاهد الخاصة والأصغر لا يزال بالحضانة، مشيراً إلى أن كثيراً من الزبائن الذين اعتادوا الشراء من المحل لم يصدقوا التغيير المفاجئ: «اللحوم كانت تبقى هنا والناس ما بتشتريش وأنا بخسر، وعندى عمالة وبدفع إيجار وكهرباء وميّه، فقلت أغيّر البضاعة يمكن الرجل تيجى على المكان».
احتفظ بـ«العدة» وعلق عليها بضاعته الجديدة
لا تزال القُرمة داخل المحل فى مكانها المعتاد، والسواطير كذلك والسكاكين، دون أن يتغير من ديكور المحل شىء ليناسب البضاعة الجديدة، وهو السبب الذى يدفع المارة بشارع العروبة بمدينة التعاون للسؤال حول سر وجود تلك الأشياء، كان أطرف ما قيل منها وفقاً لـ«عبدالعزيز»: «واحد قال لى هو ده ديكور مثلاً انت قاصده عشان الناس تجيلك؟ وبعدين عرفت إنه غريب عن المنطقة وأول مرة يعدّى من هنا»، موضحاً أن عملية بيع الملابس الداخلية لم تنجح هى الأخرى: «السيولة قلّت فى إيد الناس، والحاجات هنا بـ25 وبـ50 وفيه بـ100 لكن مفيش فلوس فى إيد الزبون»، متمنياً أن يعود المحل مرة أخرى إلى بيع اللحوم فى وقت قريب، فهى كار الأسرة، ولهذا السبب لم يتخلّ الرجل عن أدواته الأساسية: «ده وضع مؤقت لحين ما الدنيا تتعدل شوية ويثبت سعر الحاجة، وربنا يكون فى عون الناس كلها».