مشادات وتصويت سري.. كواليس فوز "أبوشقة" برئاسة "برلمانية الوفد"
المستشار بهاء أبوشقة
شهد اجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد، أمس الأول، الذي انتهى بفوز المستشار بهاء أبوشقة، رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، برئاسة الهيئة البرلمانية للحزب، عددا من المشاحنات بين أعضائها، تعلقت باختيار رئيس الهيئة البرلمانية للحزب.
وطالب المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، المستشار بهاء أبوشقة، في بداية الاجتماع بالتراجع عن الترشح لرئاسة الهيئة البرلمانية للحزب، لظروف انشغاله برئاسة اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، والسكرتارية العامة للحزب، والمحاماة، مستعينا ببعض الأمثلة من التاريخ في ذلك، حين ترك أبوبكر الصديق قيادة الجيش لمن هم أصغر سنا، علي حد ذكره، مطالبا "أبو شقة" بإيثار المصلحة العامة للحزب، وهو الأمر الذي رفضه "أبو شقة"، متمسكا بالترشح علي رئاسة الهيئة البرلمانية.
كما شهد الاجتماع، الذي عقد برئاسة الدكتور السيد البدوي، حضور عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب القدامي وكبار السن، الذين لم يشاركوا باجتماعات الهيئة العليا منذ فترة، منهم أحمد عودة -الذي تغيب لفترة نظرا لظروف مرضه- ومحمد شردي، وجمال شحاته.
ودارت المعركة الثانية داخل الاجتماع حول شكل التصويت علي انتخاب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، حيث تمسك عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب في مقدمتهم "السجيني" بإجراء التصويت سريا، فيما طالب عدد أخر من أعضاء الهيئة العليا في مقدمتهم المستشار بهاء أبوشقة، بعلانية التصويت، ما دفع الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، إلي تشكيل لجنة سريعة من 3 من حكماء هم الدكتور عبد السند يمامة، وأحمد عودة، والمستشار مصطفي الطويل، لاتخاذ قرار بشأن ألية التصويت، وعقدت اللجنة اجتماعا مصغرا، استمر قرابة 15 دقيقة، انتهي إلى إعلان إجراء التصويت بشكل سري.
وانتهت عملية الاقتراع السري، إلي إعلان فوز المستشار بهاء أبوشقة، السكرتير العام للحزب، رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، رئيسا للهيئة البرلمانية للحزب، بإجمالي 29 صوتا، مقابل 20 صوتا لصالح اللواء صلاح شوقي عقيل، المرشح المنافس علي رئاسة" الهيئة".
وقال المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية، عضو الهيئة البرلمانية للحزب، إن انتخاب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، تم بشكل محترم عبر عرس ديمقراطي، كنا نستهدفه –حسب وصفه- زاد من تاريخ الوفد، رصيدا وإثراء في الممارسة الديمقراطية، مشيرا إلى أنه كانت هناك وجهات نظر، في بعض الإجراءات الخاصة بقواعد الاختيار، وانتهت الهيئة العليا للحزب، إلي التصويت السري، وهو أحد الأدوات الخاصة بالممارسة الديمقراطية.
وأضاف "السجيني"، لـ"الوطن"، أنه افتخر بالإجراءات التي تمت، مشيرا إلى أهمية قيام أعضاء الهيئة العليا، والبرلمانية، الذين كانوا يناصرون اللواء صلاح شوقي عقيل، بالتعاون مع رئيس الهيئة البرلمانية الجديد، لأن "هذه قواعد الديمقراطية الرشيدة".
وأوضح "السجيني"، أنه سيكون هناك سعي لإجراء تعديل خاص بألية انتخاب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، بحيث يتم ضم الهيئة البرلمانية للهيئة العليا للحزب عند اختيار رئيس الهيئة البرلمانية، بحيث يكون لكلاهما هذا الحق، حيث أن أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب، هم الذين يستطيعون أن يقيموا أداء الهيئة البرلمانية ورئيسها.
ولفت إلى أن هذا التعديل لن يتم إلا بعد انتهاء انتخابات رئاسة الحزب، حيث سيكون هناك تحديثا كاملا للائحة، موضحا أن تأجيل التعديل يعود لطبيعة انتخابات رئاسة الحزب، والتي لا تحتمل أن يتم قبلها أي تعديل باللائحة منعا لإثارة الشكوك.
من جهته، قال اللواء صلاح شوقي عقيل، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، إن الانتخابات التي شهدت منافسة بينه وبين المستشار بهاء أبوشقة، شهدت عرسا ديمقراطيا راقيا، يتناسب مع عراقة وثوابت حزب الوفد، مشيرا إلي أنه يكن كل التقدير والاحترام للمستشار" أبوشقة"، موضحا أن الاجتماع شهد مشاورات بين جميع أعضاء الهيئة العليا للحزب، والذين كان من بينهم كبار السن، والأعضاء القدامي، وجرت الانتخابات في هدوء وانسيابية، علت فيها مصلحة الحزب.
وأضاف "عقيل"، لـ"الوطن"، أنه مستمر في التعاون والتواصل مع رئيس الهيئة البرلمانية، ولن يتهاون في العمل داخل الهيئة البرلمانية لحظة، باذلا كل جهده لصالح "الوفد".
فيما أوضح الدكتور محمد فؤاد، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أنه هنأ المستشار "أبوشقة" بفوزه برئاسة الهيئة البرلمانية للحزب، معربا له عن سعادته بفوزه خلال انتخابات نزيهة، لا يشوبها العوار، لافتا إلى أن " أبوشقة" طلب منه "الجلوس سويا والترتيب للأيام المقبلة"، موضحا أنه مستعد للتعاون مع الرئيس المنتخب، خاصة وأن "أبوشقة" يحترم اختلافه معه، على حد وصفه.