قلق مصرى لتأخر تنفيذ دراسات «النهضة» وتوافق مبدئى على «التقرير الاستهلالى»
وزراء رى الدول الثلاث خلال زيارتهم لموقع السد
قال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، إن مصر قلقة للغاية بسبب تأخر الدراسات الفنية المُوصى بها فى تقرير لجنة الخبراء الدوليين لـ«سد النهضة» الإثيوبى، مؤكداً الالتزام المصرى باتفاق إعلان المبادئ الذى وُقع فى الخرطوم بين الرؤساء الثلاثة، وكذلك تسهيل جميع الإجراءات لإنجاز الدراسات فى الإطار الزمنى المحدد.
وأضاف «عبدالعاطى»، فى كلمته خلال اجتماع اللجنة الوطنية السادس عشر أمس، أنه تابع عن قرب المناقشات التى جرت خلال الاجتماعات الثلاثة الأخيرة للجنة الثلاثية، معرباً عن أسفه لعدم حسم القضايا الشائكة والأساسية خاصة فيما يتعلق بالمسار الفنى، على الرغم من كونه طلب مصر فى الاجتماع الوزارى مايو 2017، عند توقيع اتفاق بجدول زمنى محدد لتنفيذ بنود العقد الموقع مع المكتب الاستشارى، وذلك حتى يتم تجنب أى تأخير فى إنجاز الدراسات.
أديس أبابا: بدء التخزين العام المقبل.. والخرطوم تقترح منظومة تصريف مياه إضافية فى حالة توقف محطة التوليد
وأشار الوزير إلى أننا نواجه موقفاً حرجاً، حيث وقعنا العقد مع الشركات الاستشارية فى سبتمبر 2016، وتم البدء فى تنفيذ الدراسات فبراير 2017، ولكننا حتى هذه اللحظة لم نستطع أن نصدق على التقرير الاستهلالى للمكتب الاستشارى، منوهاً بأنهم «كوزراء فى الدول الثلاث معنيون بتجنب أى تأخير مستقبلى فى عمل الشركات الاستشارية»، لافتاً إلى أن اجتماع أمس لإثبات حسن النوايا لحل النقاط الخلافية، ومساعدة الاستشاريين لتنفيذ الإجراءات المطلوبة من أجل إنهاء الدراسات، التى سيكون من شأنها الاتفاق على الملء الأول وقواعد التشغيل للسد، وفقاً لما نص عليه إعلان المبادئ.
وأوضح «عبدالعاطى» أن هناك مسئولية مشتركة لتحقيق تطلعات وآمال شعوب الدول الثلاث لتنفيذ بنود اتفاق إعلان المبادئ، انطلاقاً من حسن النوايا والتعاون الأخوى، متمنياً أن تنتهى هذه الاجتماعات بنتائج مثمرة يمكن البناء عليها، لأنها تجرى فى مرحلة دقيقة وحرجة تتطلب الحكمة والقرارات الحاسمة.
وقالت مصادر مطلعة بملف سد النهضة الإثيوبى إن الاجتماع السادس عشر للجنة الوطنية شهد توافقاً مبدئياً على التقرير الاستهلالى الذى أعده المكتب الاستشارى الفرنسى «بى آر إل»، موضحاً أنه يحدد التفاصيل الفنية للمنهجية خلال تنفيذ الدراسات الهيدروليكية والبيئية التى تحدد الآثار السلبية للسد على دولتى المصب مصر والسودان.
وأكد المصدر أن الاجتماع الذى عقد أمس بحضور وزراء الدول الثلاث شهد موافقة الخبراء الوطنيين للدول الثلاث إزاء فهم الاستشارى للشروط المرجعية للدراسات، وتم خلاله مراجعة قائمة البيانات المطلوبة من قبل الاستشارى، حيث تم التوافق على الآلية والمنهجية الخاصة بتبادل البيانات الخاصة بالاحتياجات المائية والكهرومائية والدراسات الفنية التى أعدها خبراء الدول الثلاث مع الاستشارى وتم التحقق من صحتها.
وقالت وزارة الرى إن وزراء المياه، المصرى والسودانى والإثيوبى، استقلوا طائرة صغيرة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى موقع سد ببنى شنقول، وتم التأكد من أنه لم يتم أى تخزين فى السد خلال هذا العام، ولم يتم تنفيذ أى أعمال يمكن أن تعوق حركة المياه الواصلة إلى مصر حتى الآن، مشيرة إلى أن «الجولة التفقدية للوزراء شملت السد المساعد، وخطوط نقل الكهرباء ومحطة التوليد وبحيرة السد».
وأكد بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية أن الزيارة استهدفت رفع الثقة بين الدول الثلاث فيما يتعلق بالسد، موضحاً أن المهندس سيليشى بيكيلى، مدير المشروع، قام خلال الزيارة بإيضاح الآثار الإيجابية الكبرى التى سيحققها المشروع الضخم فى إثيوبيا وفى بلدان المنطقة عند اكتماله.
وأشاد وزير المياه السودانى، معتز موسى، بإثيوبيا لتيسير الزيارة، مشيراً إلى أن هذه الزيارة المهمة تؤكد أن التعاون بين الدول الثلاث فى مرحلة متقدمة أكثر من أى وقت آخر.
وأشار الوزراء الثلاثة فى حديثهم لـ«تليفزيون السودان»، إلى أن التعاون حول السد يشكل مثالاً يحتذى بين الدول المتشاطئة، منوهين بنجاح الدول الثلاث فى الوصول إلى حلول وتوافقات على مدى سنوات التعاون بصورة لبت حاجاتها عبر اللجان الفنية المشتركة ودبلوماسية المياه وصولاً إلى مستوى الدبلوماسية الرئاسية.
وتلقى الوزراء والخبراء شرحاً إضافياً من المهندس المقيم بالسد، شمل كل مراحل التصميم والاختبارات والتنفيذ حتى المرحلة الحالية، وأجاب على كل استفسارات الوفود التى شملت الجوانب المتعلقة بأجهزة القياس والرصد التى تمكن من مراقبة السد والاطمئنان على سلامته أثناء فترة إنشائه وملئه وتشغيله وكذلك سير العمل فى المنشآت الهيدروميكانيكية وخطوط النقل.
كما اطمأن الوزراء على عملية إزالة الغطاء النباتى فى البحيرة استيفاءً لتوصية لجنة الخبراء العالميين والوطنيين لضمان جودة المياه الخارجة من السد.
واقترح السودان منظومة تصريف إضافية فى حالة توقف محطة التوليد تمكن السد من تصريف أكثر من عشرة أضعاف التصريف المتوسط فى فترة ما بعد الفيضان وقد تم تنفيذها بالموقع.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية أنه تم إنجاز 62% من أعمال إنشاء سد النهضة على نهر النيل، وأن السد سيبدأ فى توليد الطاقة الكهربائية خلال شهور وقبل اكتمال أعمال البناء.
وقال دبرصيون جبر ميكائيل، مساعد رئيس الوزراء، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن السد سيبدأ فى توليد الكهرباء خلال السنة الإثيوبية الحالية.
وأضاف «جبر ميكائيل»، فى تصريحات للوكالة الإثيوبية الرسمية للأنباء أمس، أن نسبة الأعمال المتبقية فى مشروع السد تبلغ 38%، مشدداً على أن «عملية إنتاج الطاقة ستسير جنباً إلى جنب مع أعمال البناء فى المشروع».