"راح يجيب الشهادة رجع شهيد".. قصة "بطرس" أحد أبطال معركة الواحات
الشهيد بطرس سليمان مسعود
أصيب توماس مجلي منير، بالذعر عندما علم بإصابة ابن خالته في مواجهات مع الإرهابيين بالواحات، ما جعله يتصل بأحد أصدقائه للاطمئنان عليه، ولكن بعد دقائق صٌدم توماس عندما رأى اسم "بطرس" في قائمة شهداء حادث الواحات الإرهابي.
وأضاف توماس: "كان بيكلم خالتي وفرحان، عشان قرب يخلص جيش عشان يحضر فرح ابن خالته"، مؤكدا أن الشهيد بطرس سليمان مسعود قام بالاتصال بوالدته منذ 3 أيام ليخبرها بسروره بإنهاء خدمته وعودته قريبًا لحضور عرس صديق طفولته وابن خالته، ولكن هذة الأمنية لم تتحقق لأنه ذهب ولم يعد.
21 عامًا، هو عمر الشهيد البطل بطرس، ابن قرية العيساوية أبو قرقاص بمحافظة المنيا، حيث كان الشهيد يعيش في منزل بسيط بجانب 4 من أشقائه، وكان يتسم بالبساطة والتواضع، ومنذ أن أصبح شابًا وهو "يعمل أكثر من عمل"، حتى استطاع أن يقوم بشراء شقة وتحضيرها للزواج بها بعد الانتهاء من خدمته العسكرية.
"الإجازة دي كان رايح يجيب الشهادة ويرجع"، ظهر اليوم، استقبل هاني مجدي ابن خالة الشهيد الخبر، وهو يقوم بحجز قاعة زفافه، التي كان المقرر إقامتها الشهر القادم، لكنه قام بإلغاء كل التحضيرات عقب سماعة الخبر، حزنًا وقهرًا على رحيل صديق طفولته.
وأضاف: "كان بيقولي شوفلي بنت كويسة ارتبطت بيها"، مشيرا إلى أن آخر لقاء جمعه بالشهيد كان يوم الأحد الماضي، وكانت الفرحة تملأ وجهه نظرًا لانتهاء خدمته العسكرية، حتى أنه أبلغه بأن يبحث له عن إحدى الفتيات ليقوم بخطبتها عقب عودته بالشهادة".
لم يستطع هاني أن يذهب إلى منزل الشهيد حتى الأن، خوفًا من مقابلة أم الشهيد، الذي وصف حالها بأنه شديد الصعوبة، وذلك يرجع إلى أن بطرس هو ثان شهيد في العائلة، بعد استشهاد شقيق والدته، في أحداث ماسبيرو في عام 2011، مؤكدا أن العائلة وأصدقاء الشهيد في حالة ذهول من الموقف: "إحنا مش مصدقين أنه الشهيد رقم 13، حياته انتهت قبل ما تبتدي".
وتنتظر قرية الشهيد الصغيرة، التي لا يتخطى عدد سكانها 5 آلاف شخص، وصول جثمان الشهيد، لإقامة جنازة عسكرية مهيبة أمام مركز شرطة سملوط، ومن المقرر أن تشارك فيها كافة القيادات التفيذية والشعبية بالمحافظة.