كله محض ثرثرة
.........
فما أنا سوى امرأة إذا غفلت عن وعاء الطبخ واحترقت وجبة الغذاء لزوج أكول..ارتجفت.
أنا الجميلة إذا دعاها صديق لمشاركته فنجان قهوة في مقهى قريب نثرت خزائنها وأغرقت وجهها بمساحيق (لوريال) و(فيتشي) لتفرح بكلمة غزل عابرة.
أنا المرأة التي تلعن صفاء عينيها وقوامها الممشوق كلما اضطررت لمقابلة مدير عملي لطلب (سلفة) من راتب هزيل.
كل ما أكتبه محض ثرثرة..
فما أنا إلا بائع الفراولة الحمراء بحجم برتقاله أعصر ما تبقى منها طاقية صوفلطفلي المريض.
أنا حارس المبنى الكبير.. أذود بعصا قصيرة عن مدخرات موظفيها من توصيات هرمت وهرم بانتظارها الشارع والمشفى ومدارس كثيرة.
أنا سكّير الحي الذي رأيت في كأسي حليب أمي يسيل صرخة وموتا وقد انتزعوني عن كتفها بتهمة وقسم من جارتها الحولاء.
كله محض ثرثرة..
أنا شجيرة الورد.. جورية ألبسوني ثوب عرس وانضجوا ثديي بأقمشة خشنةأنا الكلمة أخرستها أقلام لا لون لها إلا الأصفر البغيض.
أنا الصوت أكله الصمت والصمم وآذان بحجم ماكنة (الصراف الآلي).
كله محض ثرثرة..
أنا الطفل سرقوني من ملعب كرة القدم وزينوا وجهي (بشارب) مستعار وأسموني رجلاً ونهروني حين بكيت.
كل ما نكتبه محض ثرثرة..
حين نلعن كل هذا بمفردات تلسع أعيننا
والروح تنام قريرة