تاريخ مصر فى كشك «عم حمامة».. هنا ترقد أم كلثوم
كل بائعى وسكان شارع «المعز» يعرفون فتحى حمامة، صاحب كشك الأنتيكات الذى يُعتبر من أقدم المحال فى تلك المنطقة العتيقة، شهرته الأساسية جاءت من عشقه لكل ما هو قديم، بل وبحثه الدائم عن أى قطعة ولو صغيرة تعود إلى أزمان مضت، وعصور انتهت.
فى غرفته الصغيرة التى لا تتعدى «متر × متر»، يضع الرجل الأربعينى تاريخ مصر وذكرياتها متراصة جنباً إلى جنب، فهنا تمثال صغير للاقتصادى المصرى البارز طلعت حرب، وإلى جواره صينية قديمة قد يتعدى عمرها المائة عام عليها شعار شركة «كوكاكولا» للمشروبات الغازية، وفى الرف المقابل برواز يحمل صورة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وإلى جانبها لافتة مكتوب عليها «مصلحة الطرق والكبارى».
«لو علىّ كان نفسى الزمن يقف عند السبعينات»، يقولها «حمامة» بتأثر ويكمل: «أشعر أحياناً أننى لا أنتمى إلى هذا الزمن الحديث، وأننى يجب أن أكون فى زمن ناصر أو السادات، حيث رؤساء مصر العظام، أما هذه الأيام فلا تناسبنى، ولا أريدها».
رغم أن بضاعته مصرية أصيلة، فإن المصريين هم أقل الناس إقبالاً على شراء أنتيكاته، فالسائح الأجنبى يأتى فى المرتبة الأولى فى الشراء، حيث يقبل على بعض القطع القديمة مثل التليفونات «القرص» القديمة، وأباريق الشاى النحاسية، وأيضاً مشغّل الأسطوانات الخشبى الكبير، ثم يأتى الزبون العربى الذى يشترى صور نجوم الفن والغناء المصريين، وبعدهما يأتى الزبون المصرى الذى يقدر قيمة الأشياء القديمة، وهم قلة، بحسب وصف حمامة، ويقتصرون على طبقة قليلة من المصريين الذى يحبون القديم أو الذين يشترون بضاعته كنوع من الديكور.
المهنة التى ورثها «حمامة» أباً عن جد لا يتمناها لابنه، بسبب «وقف الحال» الذى يعانى منه فى العمل: «الثورة أثرت على شغلنا، والإخوان جُم كمّلوها وضلّموها، ولسه مستنيين الوضع يرجع زى الأول».