الإبداع.. هو ذاك الذي يوقظ فينا أجمل سمات الإنسانية التي نسيناها وتناسيناها..
الإبداع.. ليس تلك المفردة الجميلة والنادرة أو الرمزية العالية فقط، كن انسانياً في واقعك كما في نصك حتى لو اكتفيت بكلمة، ابتسامة، كف دافئة تحفّز روحاً مقهورة على مواصلة الحياة بكرامة وأمل وحرية.
لا خير في أدب لا يمنحنا الخطوة الأولى للعبور نحو الجمال والحياة ولا يستفز فينا الأمل للسعي نحو تحقيق شروط حياتية أفضل وتغيير واقع أو موروث هرم لنرتقي بإنسانية هي استحقاق علينا وأولى شروطها الحرية.
الكتابة متى افتقدت للجرأة والوعي بضرورة التغيير هي ثرثرة لا أكثر.
الإبداع مساحة حرة.. وكلما تحرر من كل الأشكال المعروفة وابتكر شكلا آخر صار يستحق الالتفات له والتصفيق أكثر.. الإبداع الحقيقي ابتكار.. لكن لنكن حقيقيين مثله فلا نلبسه شكلا لا يشبهه.
قد يكتب أحدنا نصا فيه من الجماليات والتجديد ما يستحق عليه جائزة كبيرة فليمنح هذه الجائزة دون أن نجهده بإلباسه شكلا من أشكال الأدب فقط لنبرر استحقاقه هذا الفوز قد يهرب النص من كل التصنيفات الأدبية المعروفة فلا هو قصة ولا هو شعر لكنه في النهاية نص مختلف ملتزم بشروط الكتابة وأولها قوة اللغة والفكرة التي تؤسس لتغيير نحو جمال هو مطلبنا.
نجمّل الحياة بالأمل والمفردة الواعية ودورها في التأسيس لغد أفضل.
الكتابة الإبداعية واجب لمن امتلك هكذا موهبة.. الشكل الأدبي الذي قد يكتب به أي عمل إبداعي ليس هو ما يجب أن نرتكز عليه في تقييمه.. المهم أن نلتفت لما يقدمه هذا العمل من دعم في سعينا للتغيير واستفزاز عقل المتلقي.. لكن للأسف صار الأهم كم الجوائز التي يسعى إليها معظم الكتاب.. بعضهم تألق وبرع في الشعر ولكنه رأى في كتابة الرواية انصافا له أكثر وربما منفعة أكبر.
لم يعد أحد يحرص على الأدب بل الغالبية تسعى للمنفعة الشخصية والشهرة ولو على حساب محو منطقة إبداعية كان من الممكن أن يتألق بها حد التفرد.
الإبداع مساحة حرّة شرطها ما تقدمه للإنسانية من جمال وأساسات لبناء غد أرقى.