«بيت الحكمة»: الصعيد يثق فى نزاهة انتخابات الرئاسة.. والوجه البحرى «يشك»
فى استطلاع للرأى أجراه «بيت الحكمة للدراسات الاستراتيجية» خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل على عينة تضم 2368 مواطنا من 17 محافظة، تبين أن المشاركين فى الاستطلاع يميلون إلى اعتقاد أن الانتخابات القادمة ستكون بين نزيهة تماما (57%) أو نزيهة لحد ما (38%) وهى نسبة مرتفعة للغاية فى ضوء هذا الحجم من التشكك الذى تبديه بعض القوى السياسية. ولكن ما يبدو منطقيا أن نفس العينة أفصحت عن رضاها عن انتخابات مجلس الشعب السابقة (64%) تعتقد أنها كانت نزيهة تماما فضلا عن نسبة أقل لكنها لم تزل عالية (27%) تعتقد أن الانتخابات كانت نزيهة لحد ما.
وعلى الرغم من أن هناك تراجعا واضحا فى مدى ثقة المشاركين فى الاستطلاع فى الانتخابات القادمة، مقارنة بموقفهم الإيجابى تجاه نزاهة الانتخابات التشريعية السابقة، فإن من الواضح أن هناك تفاوتا بين مصادر الثقة فى نزاهة هذه الانتخابات؛ حيث يبدو أن أهالى الصعيد هم الأكثر ثقة فى نزاهة الانتخابات الماضية (70%) والأكثر ثقة فى نزاهة الانتخابات القادمة (65%) مقارنة بأهالى الحضر وأهالى الوجه البحرى.
والحقيقة أن هذا يعبر عن نمط مستمر فى علاقة صعيد مصر بالانتخابات، حتى فى مرحلة ما قبل الثورة، لأن الصعيد عادة تكون فيه نسب التزوير فى أقل حدودها، مقارنة بالمناطق الأخرى؛ لأسباب تتعلق بأن التصويت يكون على أساس أسرى وقبلى، وليس على أساس فردى أو حزبى. ويأتى فى المرتبة الثانية أهالى محافظات الوجه البحرى ممن يظنون أن انتخابات مجلس الشعب كانت نزيهة بنسبة 64%، وأن انتخابات الرئاسة ستكون نزيهة بنسبة 59%. والأهم من هذه الملاحظة أن المحافظات الحضرية (القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس) ترتفع فيها نسبة التشكك فى نزاهة الانتخابات الماضية (59 % فقط يظنون أنها كانت نزيهة) وفى نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة (46% فقط يظنون أنها انتخابات نزيهة).
وعلى مستوى آخر يبدو جليا أن الرجل أقل ثقة فى نزاهة الانتخابات القادمة، مقارنة بالنساء، حيث يظن 56% من الرجال أن الانتخابات القادمة ستكون نزيهة، وتظن نسبة أكبر (62%) من السيدات أنها ستكون نزيهة. ويظن الأميون (بنسبة 68%) أنها ستكون نزيهة أكثر مما يظنه ذوو التعليم المتوسط (نسبة 57%)، أو ذوو التعليم الجامعى (41%). ويبدو أن مناخ التشكك الذى أصاب قطاعا واسعا من الطبقة المتعلمة قد جعلها أكثر حذرا، ومن ثم أقل ثقة فى نزاهة الانتخابات القادمة.
وأيا كانت الأسباب والدوافع لهذه التوجهات، فإن الواضح أن المجتمع لم يفقد ثقته فى قدرته على تخطى هذه المرحلة الصعبة؛ أملا فى انفراجة قريبة مع انتخابات رئاسية نزيهة.