بيت العز يا بيتنا.. متى ستنهار؟
عندما ترى هذا المكان من الداخل تتذكر مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» فى حلقاته الأولى عندما كان عبدالغفور البرعى (نور الشريف) يقطن فى حجرة واحدة قبل أن يعرف طريق الثراء، حيث تبلغ مساحة الحجرة 20 مترا مربعا، كانت تكفى أسرة كاملة، وبها أثاث منزلى لا بأس به. المكان من الداخل خمس حجرات وبدروم ودورة مياه عامة وحجرة صغيرة.. كانت يوما ما حديقة.
يحسده الكثيرون على موقعه الجغرافى، فهو لا يبعد عن محطة مترو «منشية الصدر» سوى مسافة قليلة، والمنطقة حيوية، وشكل العقار من الخارج يعطى إيحاء بأنه على وشك الانهيار، لكن سكانه لا يرون ذلك.. إنه منزل «عم أحمد النقاش». عمر هذا المنزل أكثر من مائة عام، وتوالت عليه الأجيال حتى وصل لأسرة عم أحمد النقاش، تبدل كل شىء من حوله، وظهرت العقارات العالية التى باتت تناطح السحاب، وتشيد على أعمدة خرسانية قوية مثبتة فى الأرض، ظل المنزل بحالته الأولى التى بنى عليها، ليحيى تراثا وشكلا كانت منازل مصر كلها تتسم به.
فى الوقت الذى لم يحتمل فيه كثير من العقارات الحديثة ذات الأعمدة الخرسانية زلزال 92، وسقطت لتستوى أرضا، احتفظ منزل عم أحمد بثباته، فالمنزل الذى يتكون من طابقين، لم يطرأ عليه أى ترميم أو تغيير على حالته الأولى، رغم أنه تم تشييده من دبش وجير ورمل، وهذه هى الأساسات التى قام عليها منزل عم أحمد، لكن الموضوع متعلق بالذمة وليس الخامة. بعض الأفلام تناولت قاطنى البدروم، مثل فيلم «الناس اللى تحت»، وفيلم «البدرون» و«عفاريت البدروم»، وهى أفلام كانت بالأبيض والأسود، وتحدثت عن قاطنى البدروم من الفقراء. وهو عبارة عن حجرة صغيرة، توجد أسفل معظم العقارات القديمة، يتم النزول إليها من خلال عدد من درجات السلم القليلة، لتصلك بحجرة صغيرة، كان ولا يزال يسكنها الفقراء.
ثمانى عشرة درجة هى التى تفصل الطابق الأول عن الثانى، ورغم أن درجات السلم قديمة لم يطرأ عليها أى تغير، فإنها تتناغم مع المكان.
لا يختلف الطابق الثانى كثيرا عن الأول إلا بسقف خشبى يغطيه، ومساحة واسعة تفصل بين الغرف الخمس.