بروفايل| شادية.. «نجمة القاهرة»
صورة تعبيرية
حاضرة منذ البداية.. قد لا يتذكر الجميع، لكن الصور لا تُنسى، محفوظة فى ظلال الأبيض والأسود تقف على المسرح تبارك الوليد فى عامه الأول، تشدو دون توقف، تنتشر السعادة والحب والأمل فى طبقات صوتها الممزوجة بالموسيقى، وبعد مرور 38 عاماً على افتتاح الدورة الأولى من مهرجان القاهرة، ما زالت «شادية» حاضرة، حيث أهدت إليها إدارة المهرجان الدورة الـ39 فعالياته.
«بقلوب خاشعة ونفوس مؤمنة، تتمنى إدارة مهرجان القاهرة، أن يمن الله على الفنانة الكبيرة، شادية، بسرعة الشفاء، وتجتاز أزمتها الصحية، لكى تعود إلى جمهورها العاشق لفنها، والمثمن لمسيرتها الحافلة بالكثير من العلامات الإبداعية الرائعة، التى جعلت منها ثروة فنية، وقومية»، ولم تكن تلك المرة الأولى التى يتردّد بها اسم «شادية» فى المهرجان، عام 1996 قرّر الكاتب سعد الدين وهبة تكريم الفنانة الكبيرة وتواصل معها بالفعل، لكنها تراجعت فى اللحظات الأخيرة ولم تحضر الحفل، وتسلمت الدرع والتكريم بدلاً منها الفنانة مديحة يسرى.
على بُعد خطوات من قصر «عابدين»، عند ولادتها الأولى لم تكن تُعرف سوى باسم «فاطمة»، هو الاسم الذى اختاره والدها أحمد كمال شاكر، المهندس الزراعى المتفتح، رغم أصوله التى ترجع إلى محافظة الشرقية، وقعت عيناه على خبر منشور فى إحدى المجلات الفنية عن مسابقة تنظمها شركة «اتحاد الفنانين»، فلم يكن من جانبه سوى تشجيع ابنته التى لم تتجاوز الـ16 عاماً وقتها على التقدّم للمسابقة التى كانت شهادة الميلاد الثانية للفتاة التى حملت فيها اسم «شادية»، «أزهار وأشواك» فى عام 1947 كان بداية التعارف بينها وبين الجمهور الذى حفظ وجه تلك الفتاة جيداً، التى ستُصبح خلال أعوام ليست طويلة واحدة من أهم الفنانات فى عالم التمثيل والغناء، وبحرفية ونضج شديد استطاعت التقلب بين الأدوار لتتحول من «دلوعة الشاشة» إلى «معبودة الجماهير»، «غول تمثيل» تستطيع تأدية أى دور مهما كانت درجة صعوبته، وتجاوزت الأدوار التى قدّمتها خلال مشوارها الفنى ما يقرب من 100 عمل سينمائى ومسرحية واحدة.