"كل حاجة سعرها زاد على القهوة".. إلا "حجر الشيشة"
أحمد عبدالله
كل شئ داخل تلك المساحة الضيقة ارتفع ثمنه، بدءا من كوب الماء وصولا إلى ملعقة الشاي، في زيادة بعضها طبيعي مع الزمن والآخر تأثرا بالإجراءات الاقتصادية، غير أن شيئا واحدا لم يطله الارتفاع، يتربع على عرش المبيعات داخل كل مقهى، فـ«حجر الشيشة» المصنوع من الفخار، لا يزال سعره من 25 قرشا إلى 75.
داخل مقهى عز العرب، الذى يقع بشارع الـ25 في شبرا، يتجول محمود عادل بين الزبائن حاملا على يده صينية بلاستيكية، يوزع عليها الأكواب بالتساوي، ويضعها على كل منضدة صغيرة، يتحرك بخفة ورشاقة بين الكراسي التي امتلأت بالزبائن، ويحفظ طلباتهم عن ظهر قلب: «كل حاجة زادت، الكوباية الإزاز والصينية والكراسي، وشاشات التلفزيون اللي أقل مستعمل منها بـ5 آلاف دلوقتي، والشيشة نفسها بقت بـ120 جنيه» يحكي محمود الذي يعمل بالمقهى منذ 4 أعوام، ويعرف احتياج كل زبون من نظرة: «أهم حاجة عندنا في القهوة الشيشة، حجر بيسحب حجر في حجر، واللي ياخد 4 واللي ياخد 5» لكنه يبتسم حين يشير إلى عشرات الأحجار التي يفيض منها المعسل: «الحجر لوحده من غير معسل الحاجة الوحيدة اللي مزادتش بنجيبه بنص جنيه النضيف كمان».
يحتاج كل مقهى إلى عدد كبير من أحجار المعسل الفارغة، ويتم حشوها على مدار الساعة نظرا لطلب الزبائن المتكرر، ولأن السحب على تلك الأحجار كبير، فإن سعرها لا يحتاج إلى زيادة، بحسب أحمد عبدالله، صاحب مقهى: «أنا لما أجيب 100 حجر، وغيرى يجيب أكتر مش هيحتاج يزود، لإن الخامات كلها شوية مية وطين» قالها الرجل وهو يمسك حجرا ملئ بالمعسل: «السلوم والزغلول بقى بـ5 الورقة، والقص بـ10 والفواكه بـ12 الورقة، ودي أقل أسعار، لكن الحجر فاضي لسة بـ25 قرش وبـ75».
داخل ورشة فخار تنتج حجر المعسل، يمسك طارق علي بقطعة كبيرة من الطين الأسواني، وإلى جواره قارورة مية، يقطع الأحجار ويرصها إلى جواره: «مغليتش عشان الخامات زي ما هي، وعشان السحب كتير وفي تصدير للحجر كمان فمش فارقة، والشيكارة بـ30 جنيه اللي مش معجونة ومزادتش عن السنة اللي فاتت» يحكي الرجل الذي قضى 40 عاما في صناعة حجر الشيشة: «يقطع حتة الطين وأسيبها تنشف، وبعدين أشكلها بنقوشات، بعد كده أخرمها وأسيبها».