«المنتدى العربى»: «عبدالعاطى» يبحث مع وزراء أفارقة ومسئولة بالبنك الدولى مستجدات مفاوضات «النهضة»
محمود أبوزيد خلال كلمته فى فعاليات المنتدى العربى الرابع للمياه
تواصلت، أمس، فعاليات المنتدى العربى الرابع للمياه، وتركزت الجلسات حول الأمن المائى الإقليمى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودور الوضع المائى وعلاقته بالتنمية المستدامة، وآليات تعزيز الاستثمارات المتكاملة فى قطاع المياه بالمنطقة العربية.
ويأتى المنتدى فى إطار تبادل الخبرات ومواجهة التحديات المائية التى تجابه المنطقة العربية ووضع الحلول اللازمة لها، والمضى قدماً فى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز آليات العمل العربى المشترك، والحفاظ على الأمن المائى والغذائى على المستوى العربى.
«المهدى»: لا حل لقضية المياه دون تعاون مصر والسودان وإثيوبيا.. وخلافات «عنتيبى» تتطلب قمة لرؤساء «حوض النيل»
ويعد المنتدى بمثابة منبر للحوار الإقليمى والدولى للمياه، وقاعدة انطلاق نحو المشاركة العربية فى المنتدى العالمى للمياه، الذى سيُعقد فى البرازيل خلال مارس المقبل، والمضى قدماً فى التأكيد على دور الإعلام فى نشر الوعى المائى والبيئى، والبحث عن تدابير عملية فى التعامل مع المشكلة المائية بالمنطقة.
وعلى هامش المنتدى، عقد الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، عدة اجتماعات تخص الشأن المائى مع ممثلى عدد من الجهات الدولية والإقليمية المشاركة، حيث التقى الوزير نظيره الصومالى والوفد المرافق له، وتم بحث سبل التعاون الثنائى فى مجالات إدارة الموارد المائية، وبحث توقيع اتفاقية تعاون مشترك تشمل رفع وبناء القدرات للجانب الصومالى لمواجهة الجفاف الذى تعانى منه الدولة، وإنشاء نظام مبكر للسيول وشبكات ونظم مراقبة ورصد للمياه والأمطار، كما تطرق الحديث إلى التعاون فى مجال إدارة الخزانات الجوفية وحمايتها من التلوث.
والتقى عبدالعاطى، «شون لى»، مسئولة البنك الدولى للتعاون مع منطقة شمال شرق آسيا، وناقشا أوجه التعاون المستقبلى ووضع برنامج لإدخال نظم الرى الحديثة إلى الأراضى القديمة، وكذلك التعاون فى مجالات الزراعة بالمياه المالحة والأراضى عالية الملوحة، وكذلك نقل التجربة الصينية لمواجهة الجفاف، وتعظيم الاستفادة من المياه فى زراعة المحاصيل ذات العائد المرتفع، كما التقى الوزير الدكتور محمد سلطان، خبير المياه الجوفية الدولى رئيس المساحة الجيولوجية بولاية ميشينج، وجرى استعراض أحدث الطرق التكنولوجية المستخدمة فى متابعة الخزانات الجوفية، وطرق تعظيم الاستفادة منها فى استدامة المياه الجوفية العميقة فى ظل ندرة المياه، والتقى الوزير، مدير برنامج تقييم المياه العالمى التابع للأمم المتحدة لمناقشة سبل التعاون المستقبلى.
وقال الصادق المهدى، رئيس وزراء السودان الأسبق: إن قضية المياه لا يمكن حلها إلا بالتعاون بين الدول من خلال الإدارة المقتدرة للمياه وترشيد الطلب عليها، وأضاف فى تصريحات صحفية، على هامش المنتدى، أن ذلك يتطلب الثقة المتبادلة والعمل فى إطار الإخاء بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكداً أنه حال عدم وجود هذه الثقة سوف يكون الضرر شديداً على حوض النيل بشكل عام.
وفيما يتعلق بتعثر المفاوضات فى ملف سد النهضة، أكد أن لكل دولة دوراً فى تحقيق المنفعة المشتركة لشعوب الدول الثلاث، فالسودان بلد الممر وتقوم بدور التوفيق بين الأطراف، بينما تمتلك مصر قدرات كبيرة لإدارة المياه، وفى إثيوبيا تسقط المياه التى تستفيد منها الدول الثلاث، والوفاق يحقق التنمية المستدامة. وأكد أن حل الخلافات حول اتفاقية «عنتيبى» يتطلب قمة لرؤساء دول حوض النيل تضع النقاط العريضة لعمل الفنيين. وقدمت أوراق المنتدى عدة توصيات للتغلب على أزمة المياه العربية تحت الاحتلال، والتى يتعرض لها الفلسطينيون، وعلى رأسها السماح للفلسطينيين بالوصول إلى المياه الصالحة للشرب من المياه الجوفية المشتركة والموارد المائية السطحية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ونقل مسئولية تخطيط ووضع السياسات واللوائح الخاصة بمرافق المياه والصرف الصحى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة إلى المجتمعات الفلسطينية، وضمان وصول الفلسطينيين إلى حصة عادلة من الموارد المائية المشتركة، والسماح للفلسطينيين بحفر آبار جديدة، وإعادة تأهيل أو تحديث الآبار القائمة، والوصول إلى الينابيع فى جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فى ذلك منطقة القدس الشرقية، فالأبحاث الحالية تشير إلى أن اقتصاد الأراضى الفلسطينية المحتلة يمكن أن ينتج بسهولة ضعف الناتج المحلى الإجمالى الذى يتم إنتاجه الآن إذا لم يقبع تحت الاحتلال.
وتشارك مصر، اليوم، بوفد رسمى برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الرى، بصفته نائب الرئيس التنفيذى للمجلس، فى اجتماعات مجلس وزراء المياه الأفارقة «الأمكاو»، بمناسبة الاحتفال السنوى الـ15 بتجمع وزراء المياه الأفارقة الذى تبدأ فعالياته صباح اليوم فى العاصمة النيجيرية «أبوجا»، ويستمر 4 أيام، ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين جميع الدول الأفريقية فى جميع مجالات المياه، وتنمية الخدمات المقدمة للمواطنين، وسيُعقد تحت شعار «نحو مياه وصرف صحى آمن فى أفريقيا»، ومن المقرر أن يعقد الوفد المصرى عدة اجتماعات ولقاءات ثنائية بين الوزراء الأفارقة لشرح وتوضيح الموقف المائى المصرى الحرج ومستجدات المفاوضات الفنية فيما يتعلق بملف سد النهضة وآثاره المتوقعة على دولتى المصب «مصر والسودان»، فيما يناقش المؤتمر التحديات التى تواجه شعوب القارة الأفريقية لتوفير 94 مليار دولار، بهدف توصيل خدمات مياه الشرب والصرف الصحى لـ50% من سكان القارة، تنفيذاً لخطة المجلس الأفريقى للمياه «الأمكاو» فى هذا المجال.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، فى تصريحات صحفية قبل سفره: إن إنشاء مجلس الوزراء الأفارقة للمياه بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحاربة الفقر فى الدول الأعضاء بالمجلس، وذلك من خلال الإدارة الفعالة للموارد المائية بالقارة الأفريقية، وأشار إلى أن مؤتمر «نحو مياه وصرف صحى آمن فى أفريقيا» سيشمل عرض كل مجهودات المجلس خلال السنوات الماضية، من أجل تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وتحقيق التنمية المستدامة، واستدامة الإدارة الفعالة للموارد المائية بالقارة الأفريقية، كما سيتم عقد اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس لمناقشة بعض الموضوعات والخطوات القادمة لأنشطة المجلس، واتخاذ قرارات هامة بشأن مراجعة القواعد التنظيمية والمالية للمجلس، إضافة إلى تطوير استراتيجية العشر سنوات الخاصة بالمجلس، فضلاً عن عقد حلقة نقاش استراتيجى مع شركاء التنمية. وأوضح أن اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس يهدف للوصول إلى إجماع اللجنة على ترجمة وتفعيل المبادئ الرئيسية لإطار المشاركة المؤسسية والروابط التشغيلية، وذلك ضمن استراتيجية المجلس فى العشر سنوات القادمة.