كاتب بريطاني: المسلمون هم الضحايا الرئيسيون لإرهاب الجماعات الرديكالية
آثار العمل الإرهابي أمام مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في العريش
قال الدكتور إتش هيلير، زميل المعهد الملكي للخدمات "روسي"، أقدم مؤسسة فكرية مستقلة في العالم في مجال الدفاع والأمن في لندن، إن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مصر هجمات على المساجد أو دور العبادة الأخرى. مشيرا إلى أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة، الذي وقع الجمعة الماضي، بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، لم يسبق له مثيل، حيث قتل أكثر من 300 شخص وأصيب عشرات آخرون نتيجة الهجوم العنيف على المسجد، واصفا حادث الروضة بنقطة تحول في تاريخ مصر الحديث.
وأضاف هيلير أن هناك العديد من النقاط التي يجب ذكرها منذ البداية، فبعد إعلان أعداد القتلى، وإعلان الحداد على ضحايا أكبر هجوم إرهابي على الأراضي المصرية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غردت عبر موقع "تويتر" عن حظر سفر بعض الدول إلى أمريكا، مؤكدا أنه لا يوجد بالطبع أي افتراضات بوضع مصر في قائمة حظر السفر هذه، ولا ينبغي فرض ذلك، لأن الفرضية سخيفة.
وتابع إتش هيلير، مؤلف كتاب "مسلمي أوروبا"، قائلا إن الهدف الأساسي للجماعات الإسلامية الرديكالية الإرهابية هو مسلمين آخرين، فالمسلمون هم الضحايا الرئيسيون، هم الذين يقاتلونهم أكثر من أي شخص آخر، يجب أن ندرك أن المسلمين جزء لا يتجزأ من حملة مواجهة التطرف.
واستطرد الدكتور هيلير في مقاله المنشور في صحيفة "الجارديان" البريطانية، أمس الأول، موضحا أنه بينما يقدم ترامب تعازيه للرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يتمكن من الاعتراف بأن ضحايا هذه الفظائع الأخيرة كانوا من المسلمين.
وأكد زميل المعهد الملكي البريطاني أن ثمة نقطة رئيسية أخرى، وهي أنه بالرغم من أنه ربما يكون من المُغري وصف هذا الهجوم الوحشي بأنه جماعة متطرفة تهاجم أقلية أخرى في بلد ذي أغلبية مسلمة، فيجب أن نكون حذرين جدا بشأن الوقوع في هذا الفخ؛ الصوفية ليسوا طائفة من المسلمين، بل إن التصوف جزء لا يتجزأ من الإسلام السائد، وربما ينكر المتطرفون ذلك.
وأشار هيلير إلى أنه من المحتمل أن يكون هذا المسجد ومصلوه مستهدفين جزئيا بسبب تمسكهم بهذا الشكل من الفكر الإسلامي. ومن الممكن أيضا أن يكون هناك سبب سياسي، وهو أن القرويين رفضوا أي تعاون مع الجماعات المتطرفة، وبالتالي أصبحوا هدفا لهذه الوحشية.
ونصح هيلير مصر بأن ترد بحكمة وبعناية وتصميم، وأضاف أن مصر تحتاج إلى رد أوسع نطاقا ومتعدد الأوجه، مع أخذ جميع مواطن الضعف التي يواجهها أهل سيناء حاليا في الاعتبار.
ويقول هيلر: "هناك نقطة أخرى يجب التأكيد عليها. هذه الأنواع من الجماعات المتطرفة لا تركز على نوع واحد من الضحايا، وأظهروا الآن بلا شك أنهم مستعدين لمهاجمة كل من يعتبرونه عقبة في طريق تحقيق أهدافهم، مسلمين وغير مسلمين على حد سواء".
وختم إتش هيلير مقالة في "الجارديان" قائلا: "يجب على كل المجتمعات في جميع أنحاء العالم أن تتصدى للإرهاب وأن تواصل الوقوف بوجه العنف". وأضاف أنه "بالرغم من أن أمثال أولئك الذين نفذوا هذه الهجمات الخسيسة، الذين ضربوا وتركت همجماتهم أثرا، فإنهم لن ينتصروا أبدا. وتتوقف سرعة الانتصار على الحكمة والعزم".