مبارك يعود إلى «المعادى» والثوار يلاحقونه بالبلاغات
سرق حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، الأضواء من معركة مصر ضد الإرهاب، حيث تحول قرار القضاء بإخلاء سبيله إلى ساحة للمواجهة القانونية بين القوى الثورية وهيئة الدفاع عنه، بدأت ببلاغ قدمته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان للنائب العام، تطالب فيه بإجراء تحقيق عاجل مع مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلى، فى كل البلاغات المقدمة من المنظمة، التى وصلتها من المواطنين على مدار 25 عاماً، فى وقائع التعذيب وإساءة المعاملة وانتهاك الحق فى الحياة.
فى المقابل، قدم يسرى عبدالرازق، المحامى، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن مبارك، بلاغاً للنائب العام ضد كل من محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وحسن شاهين، أعضاء الحملة المركزية لـ«تمرد»، متهماً إياهم بالعمل على إثارة الفوضى وإثارة الرأى العام وتعريض الأمن والسلم الاجتماعى للخطر وعدم احترام أحكام القضاء وسيادة القانون، باعتراضهم على إخلاء سبيل «مبارك» والإعداد لمحاكمة شعبية له.
وقال حسن شاهين، المتحدث الإعلامى لحملة تمرد: «من الواضح أن الفلول وعبيد مبارك ظنوا أن «30 يونيو» هى الطريق لعودتهم مرة أخرى لحكم البلاد وإشاعة الفساد»، مشيراً إلى أن الاتهامات التى يرددها مؤسسو حملة «آسفين يا ريس» وأبناء المخلوع بشأن إشاعة «تمرد» للفوضى وتكدير الأمن القومى تهدف للتغطية على جرائم مبارك، موضحاً أن الحملة تعتزم تنظيم محاكمة شعبية للمخلوع مع عدد من القوى السياسية.
كان مبارك، نقل أمس إلى مستشفى المعادى العسكرى بطائرة حربية، حيث مقر إقامته الجبرية، وقالت مصادر إن مبارك نقل لمستشفى المعادى بناء على طلبه، وقالت مصادر قضائية إن النيابة تستكمل التحقيقات فى قضية «هدايا الأهرام»، واستعجلت تقارير الجهات الفنية والرقابية حول تكليفها بإعداد التقرير عن الهدايا التى حصل عليها فى الفترة من 1984 إلى 2005.
وأكد خبراء قانونيون ودستوريون أن قرار وضع مبارك قيد الإقامة الجبرية سيكون لاغياً بعد 22 يوماً مع انتهاء فترة الطوارئ إذا لم يتضمن نصاً بمدة محددة، وأوضح المستشار رفعت السيد، رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق، أن تحديد إقامة «مبارك» له ميزة عن الاعتقال، وهى أن تصبح له كافة الحقوق مثل أن تقيم معه زوجته وأبناؤه، وأن يستقبل من يشاء من أصدقائه، أو أن يجرى ما يشاء من الاتصالات الهاتفية أو الخطابات البريدية، وحق التصرف فى أمواله السائلة والعقارية والمنقولة ما لم يكن ممنوعاً من ذلك.
وشنت الصحف الغربية هجوماً على مصر بعد قرار القضاء إخلاء سبيل مبارك، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن القرار يظهر قدرة الحكومة الحالية على التلاعب بالقضاء المصرى، وكالعادة هاجمت صحيفة «جارديان» البريطانية الحكومة وزعمت أن وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية محاولة لإقناع الرأى العام بأن الحكومة ليست متساهلة مع الرئيس الأسبق تجنباً لغضب المصريين.