ما الذى يريده «التنظيم الدولى للإخوان» من مصر؟
من المؤكد أن هذا التنظيم الإجرامى لم يعد لديه أدنى أمل فى العودة إلى الحكم، ليس فقط لأن الجيش والشرطة والقضاء والإعلام المستقل وكل القوى الفاعلة فى المجتمع أدركت أن وجود هذا التنظيم فى الحكم يعنى تفكيك الدولة وانهيارها، لكن أيضاً لأن الشعب بكل فئاته لا يمكن إعادته إلى حظيرة حكم الإخوان إلا عبر بحار من الدم والجثث والأشلاء الممزقة، فقد وصل الشعب إلى حالة من الكراهية العميقة للإخوان يستحيل معها مجرد التفكير فى العودة إلى ما قبل 30 يونيو.
والحال كذلك، لم يعد أمام هذا «التنظيم» غير الانتقام من الشعب المصرى وجعله عبرة لكل شعوب المنطقة، حتى لا يجرؤ شعب آخر على مجرد التفكير فى الثورة ضد الإخوان إذا وصلوا إلى الحكم.
وتقوم خطة الإخوان، التى يمكن رصدها بسهولة شديدة فى كل تحركاتهم، على التوحد التام مع الأهداف الأمريكية والإسرائيلية فى منطقة الشرق الأوسط، وهى أهداف تتلخص فى إشعال الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية فى الوطن العربى كله -وفى القلب منه مصر- واستنفاد كل طاقة الدولة المصرية وأجهزتها فى ملاحقة حرائق الإرهاب الإخوانى وأنصاره من الميليشيات الإرهابية المسلحة، والانصراف عن الإنتاج وإعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال العام التى توقفت عن العمل أو تعمل بجزء من طاقتها، وإعاقة الدولة عن تحديث أدواتها للارتقاء بأحوال الشعب الاقتصادية والاجتماعية، وإرغام صانع القرار السياسى فى مصر على الرضوخ التام للقوة العالمية المسيطرة، وعلى رأسها أمريكا وأذرعتها السياسية والاقتصادية الشيطانية -مثل صندوق النقد الدولى- التى ستقودنا حتماً إلى حظيرة الطاعة مرة أخرى تحت ضغط احتياجنا الشديد إلى المعونات والمنح والعطايا.
إن هذه الدائرة الجهنمية التى يخطط التنظيم الدولى للإخوان للدفع بنا فى محارقها المهلكة، لا يمكن كسرها أو الإفلات من دخولها إلا بالانتباه التام إليها ومعرفة كل أبعادها أولاً، ثم بالبدء فوراً فى التحرك بعيداً عنها ثانياً، وهذا التحرك مرهون الآن بانصراف كل القوى الفاعلة فى المجتمع إلى دفع عجلة الإنتاج والعمل بأقصى ما لدينا من طاقة، وإلى رفع شعار للمرحلة يستدعى ما فعلته الدولة المصرية بعد نكسة 1967: «يد تبنى ويد ترفع السلاح».. مع تعديل مهم تفرضه طبيعة المرحلة هو «يد تبنى ويد تقاوم الإرهاب».
لم يعد مقبولاً من أحد الآن، سواء كان مواطناً أو مسئولاً، أن يتحجج بصعوبة العمل والإنتاج فى ظل الأوضاع الأمنية المسيطرة، علينا أن نعمل وننتج تحت أى ظرف، وأن نعتبر زيادة الإنتاج واستنفار أقصى الطاقات أهم أولوياتنا فى هذه المرحلة، وأعظم ما يمكن أن نقدمه للوطن فى هذا الظرف العصيب.. لأنه الشرط الحاكم فى الإفلات من المصير المؤلم والكارثى الذى يخطط التنظيم الدولى للإخوان لتنفيذه فى مصر، حتى نكون عبرة لكل شعوب المنطقة وحتى يؤمن الجميع بضرورة الخضوع لهذا التنظيم الإخوانى الإجرامى الذى يعمل تحت شعار: «إما أن نحكمكم كما نريد.. أو تتحول أوطانكم إلى خرابات موبوءة بالدم والأشلاء والفقر والجوع».