بروفايل| أسامة ياسين.. مسئول لجان الردع
ما إن صعد التنظيم السرى القطبى، بعد ثورة 25 يناير، حتى دفع برجالاته المطمورين إلى الواجهة، فكان من بينهم أسامة ياسين، أحد أهم الموالين للمسيطرين داخل التنظيم محمود عزت وخيرت الشاطر.
تولى ياسين، المسئولية عن لجان الردع فى التنظيم، وهى لجان أنشأها مصطفى مشهور، المرشد الأسبق للإخوان، بعدما قررت الإخوان الزج بنفسها فى معترك الحياة السياسية منتصف الثمانينات من القرن الماضى، وتشكلت تلك اللجان بناءً على فرز تقوم به القيادات السرية والخاصة للتنظيم، دون علم باقى العناصر، إلا أنها توجد وقت الحاجة للدفاع عن فعاليات تقوم بها الإخوان، أو الوجود أمام صناديق الاقتراع لتتعامل مع جميع الأطراف بما فيها الشرطة وقت حدوث حالات شغب، كل ذلك دون أن يشعر أحد بأن هذه ميليشيات أو لجان خاصة لهذا الغرض، وأن يتم النظر لها على أنهم أعضاء عاديون ينتمون للتنظيم.
وأثناء ثورة يناير، ظهر ياسين فى ميدان التحرير كمسئول ميدانى للإخوان، ما دفع بعض العناصر الإخوانية المحسوبة على الجناح الإصلاحى وقتها للقول إن «ياسين» مدفوع من قبل القيادات القطبية للسيطرة على شباب التنظيم فى الميدان، ولمحاولة كسب شعبية لصالحه ووقف مد شعبية محمد البلتاجى الذى ظهر كأحد القيادات غير المحسوبة على التيار القطبى التى حاولت مد جسور مع القوى الثورية، وهو الأمر غير المرحب به من القطبيين الذين يعلون من مفهوم العزلة الشعورية، وهى تعنى الابتعاد عن الاندماج مع الآخرين حتى لا يفقد «الأخ المسلم» خصائصه وسماته التى تربى عليها والاعتقاد الدائم أنه فى حالة مواجهة بين الحق الذى يمثله وجاهلية المجتمع وقواه السياسية.
كافأه القطبيون بعدها بالتصعيد السريع داخل حزب الحرية والعدالة، وزجوا به وزيراً للشباب ضمن خطة تسكين عناصرهم والموالين لهم فى مفاصل الدولة المصرية، إلا أن أسامة ياسين عبدالوهاب المولود فى عام 1964 بالقاهرة، والمنضم للإخوان عام 1985 ظهر ليتحدث فى قناة الجزيرة ويكشف عما أطلق عليه هو الفرقة (95 إخوان) التى تسببت فى قتل عدد من الأشخاص حسب اعترافاته، ما حدا بالبعض داخل التنظيم، إلى القول إن ياسين دفعته الرغبة فى القضاء على دور «البلتاجى» فى أحداث الجمل لأن يحاول أن يصنع من نفسه بطلاً ما أدى إلى تورط التنظيم.
لم تقدم لجنة «تقصى الحقائق» التى شكلها محمد مرسى، الرئيس المعزول، وقتها جديداً، بعدما سألت «ياسين» عن حقيقة «الفرقة» التى تسببت فى قتل العديد من الأشخاص حسبما اعترف بنفسه، ليبقى الغموض ملقياً بستائره على القضية، وليعود «ياسين» مرة أخرى بعد الإطاحة بالوزارة فى أعقاب 30 يونيو إلى قيادة ميليشيات الإخوان وحلفائها فى محيط مسجد «رابعة العدوية» ويتورط بشكل مباشر فى ارتكاب أعمال العنف، ويصبح القبض عليه ضربة عنيفة للتنظيم.