أحزاب مدنية: توجيهات الحملة لـ«مرسى» منطقية.. وليس غريباً أن تستعين الجماعة بخليجيين
أكد عدد من الأحزاب السياسية المدنية أن استعانة حملة الدكتور محمد مرسى الانتخابية بشخصية عربية خليجية ليست أمراً غريباً أو مفاجئاً؛ فالإخوان يسخرون جميع أعوانهم من مختلف الدول لتحقيق أهدافهم، واصفين الحملة بعد ملاحظاتها توجيهاتها لمرسى بالذكية.
قال حسام الخولى، سكرتير مساعد حزب الوفد: إن حملة الرئيس محمد مرسى، وفقاً للكواليس المنشورة، تمتعت بقدر فائق من الخبرة والذكاء، وكانت محقة فى كل الخطوات التى اتخذتها، والنصائح التى وجهتها للمرشح الرئاسى فى خطاباته للجمهور.
وأضاف الخولى، فى تصريحات لـ«الوطن»: «مرسى كان مُحقاً عندما رفض خوض مناظرة، أمام منافسه الفريق أحمد شفيق، وكان هذا شعوراً طبيعياً أظهره، فلكل مرشح نقاط ضعف ونقاط قوة، وكانت أخطر نقاط ضعف مرسى خلال تلك الفترة أنه غير قادر على المبارزة والمناورة أمام الكاميرا والمشاهدين، لافتقاده الكاريزما المطلوبة»، لافتاً إلى أن رفضه كان ذكاءً سياسياً يُحسب له.
وأوضح أن تركيز مرسى على حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وإشارته إلى ضرورة العمل للحصول على أصواتهما تفكير منطقى، كما أن رغبته فى التركيز عليهما فى خطاباته جيد، لما يتمتع به المرشحان من شعبية، ستؤثر كثيراً فى فرص فوزه بالرئاسة.
ورأى الخولى أن توجيه الحملة للدكتور مرسى بعدم التوسع فى الحديث عن موقعة الجمل، تجنباً لإثارة بلبلة، أمر موفق؛ لأن ذلك كان سيصب فى مصلحة منافسه، أكثر ما يخدمه؛ لأن هناك أدلة عن تورط الإخوان، حسب قوله، فى الموقعة. وطالب الخولى مرسى بتوضيح حقيقة الشخصية العربية، التى حددت الخطوط العريضة لخطاباته، وهل استعان بها من إحدى الشركات العاملة فى مجال الدعاية الانتخابية، وهو أمر يفعله مرشحو الرئاسة على مستوى العالم، أم أنها شخصية دولية تابعة للجماعة؟
وقال الدكتور محمد العلايلى، عضو الهيئة العليا للحزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى»: إن حملة مرسى سعت إلى علاج عدد من نقاط ضعفه بتوجيه النصح لمرشحها، من أجل تحسين صورته فى الشارع المصرى، خلال مرحلة الدعاية الانتخابية.
وأضاف: «حديث الحملة عن ضرورة تأكيد مرسى أن ولاءه سيكون للمصريين جميعاً، بعيداً عن تغليب مصالح الجماعة، هو حديث ساذج، لا يمكن أن يصدقه أى مصرى؛ لأن مرسى هو ابن لجماعة الإخوان، وليس من المعقول أن يخلع عباءتهم، لمجرد تقلده منصبا رسميا».
وتابع: «لاحظت أن النصائح التى وُجهت لمرسى وتبناها لم ينفذها بعد توليه منصب الرئيس، وعلى رأسها التخلى عن تمثيل الجماعة؛ فهو ما زال يتحدث باسم الإخوان، وهم يتحدثون باسمه».
واعتبر العلايلى أن الرئيس مرسى دائماً ما يضطر إلى إطلاق الوعود أثناء خطابه إلى الجمهور، لكنها فى النهاية تبدو كمحاولات فاشلة من جانبه.. وبخصوص ما ذكر عن ضرورة تأكيده الاصطفاف الوطنى، فمن الواضح أن الهدف من ورائه كان «الشو الإعلامى»؛ لأنه لم يحقق شيئاً فى هذا الشأن، وكذلك حزب «الحرية والعدالة».
وقال الدكتور محمد أبوحامد، وكيل مؤسسى «حياة المصريين»: «الإخوان دائماً تشغلهم فكرة التنظيم الدولى للجماعة، ولا يجدون مشكلة فى الاستعانة برجال الإخوان من مختلف الدول بغض النظر عن تعارض أو تقارب مصالح مصر مع ذلك».
وتابع: «لست متفاجئاً بوجود شخص خليجى ضمن حملة الدكتور مرسى؛ فالجماعة تحرك كل رجالها من مختلف بقاع الأرض لتحقيق أهدافها دون النظر لمصالح مصر؛ لذلك فـ(الإخوان) لا تجد حرجاً أن تُغلب مصالح خارجية على مصالح مصر، وانتماء مرسى للجماعة أقوى بكثير من انتمائه لمصر».
وأضاف: «أعتقد أيضاً أن الدور الأمريكى كان عاملاً مؤثراً فى حملة مرسى، وما تلاها من أحداث، وهناك استجواب الآن فى الكونجرس الأمريكى حول المساعدات المالية التى منحتها أمريكا للإخوان خلال الأشهر القليلة الماضية».