اعتصام عدد من الشباب بالمقابر في المغرب لمنع دفن "ضحايا الفحم" ليلا
صورة أرشيفية
أثارت وفاة شابين شقيقين، لا يتجاوز عمرهما 30 سنة، الجمعة الماضية، داخل منجم عشوائي لاستخراج الفحم الحجري، بمدينة جرادة، شرق المغرب، بعد تسرب المياه إليه، موجة غضب عارمة بالمدينة، خرج إثرها السكان في مسيرة حاشدة.
ورفع المحتجون خلالها شعارات تندد بالوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه المنطقة، ما دفع شباب للمغامرة بأرواحهم من أجل توفير لقمة عيش لعائلاتهم.
ومرت ليلة كاملة قبل استخراج الماء من داخل البئر وإزالة الأتربة المتساقطة، للوصول إلى الجثتين واستخراجهما، كما حاولت السلطات المحلية دفن الجثتين في الساعات الأولى من صباح الأحد، لكن السكان تصدوا له باعتصامهم أمام المقابر لمنع أي محاولة لدفن الضحايا.
ونشر شاب من الذين قضوا ليلتهم أمام المقبرة فيديو مسجل، يظهر عددا من الشباب داخل المقبرة، لجأوا إلى حطب التدفئة للتخفيف من حدة البرد القارس ليلا.
وقال أحدهم، "كانوا يريدون دفن الشهداء، في الثانية من صباح اليوم، هل رأيتم أحدا يدفن ليلا كأنه لص؟"، وفق ما جاء في ذات التسجيل.
وناشد الشباب سكان المنطقة من أجل الحضور أمام المقابر، وقال أحدهم إن هناك تعزيزات أمنية غير مسبوقة تصل إلى الإقليم، وتحدث عن 40 حافلة حلت في المدينة تحمل قوات التدخل السريع.
وأكد شهود عيان، في تصريحات صحفية، أنه أمام إصرار السلطة المحلية على دفن الضحيتين ليلا، وبعدما أقدمت على حفر قبر لكل واحد منهما، اعتصم المواطنون أمام بوابة المقابر، كما تجمعوا في المقبرة، رافضين أي محاولة للدفن ليلا، ما أجبر السلطة المحلية على التراجع عن قرارها.
ودخلت جماعة العدل والإحسان المحظورة على الخط محملة "المسؤولية الكاملة للدولة عن ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية عموما ومدينة جرادة خاصة نتيجة سياسة التهميش، والغياب التام للمشاريع الاقتصادية والتنموية".